لهذا كانت وما تزال وستظل عدن أقوى من المحن.. تنهض من بين الأنقاض جديدة متحدية صروف الزمن.. تعود كما كانت حاضرة مدن اليمن.. قبلة ومحرابا ومسرى نغم.
عدن متن تعويذة عاشق..تراتيل انسان ووطن.. عدن امزان فعل وأوتار سمر.. عدن تخلق مجدا سما..ونشيد فجر صفا ضوؤه واكتمل.
هي ذي عدن تنهل من سخاء أبنائها الشرفاء الغيورين على نقاء صفوها وبيان هديها وعلو أمرها..ابناؤها الأكثر التصاقا بها المستنيرون بأسرار عظمتها الكامنة فيهم.
وهاهي ذي عدن تعيد رسم نفسها في عيون وافئدة بنيها، تلهج باسمها ألسنتهم، معاني اقتداء وانتماء..حضور يسكن الحدقات.. تلبية هاتف ونداءات.. رجالات اتوها يكملون بنبل همهم المسكون بها خطى بدؤوها.
رجال كانوا قد توافدوا ضحى معلنين بصفاتهم واسمائهم أبهى واسعد خبر.. (إعادة بناء وتأهيل رصيف وبوابة السياح- التواهي عدن).
كان موعدهم صباح يوم الأحد، العشرين من يناير الفين وتسعة عشر.. مبنى مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية.. اجتماع ترأسه وأدار وقائعه الأخ محمد علوي امزربة الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وبحضور نائب مدير عام الأرصفة والساحات، ونائب مدير عام الشؤون الفنية والمهندس المختص بالشؤون الفنية عن المؤسسة.
وعن مجموعة هائل سعيد انعم خالد شرف، ونافع راشد، والأستاذ د. م. علاء الدين علوي الحبشي الخبير الدولي بمنظمة (اليونسيف) في مجال المباني الآثارية.
الاجتماع بحث الإجراءات التنفيذية لإعادة بناء رصيف السياح، الذي ستتم إعادة بنائه وتأهيله من قبل مجموعة هائل سعيد انعم خلال الفترة القريبة القادمة.
كما وقف الاجتماع مطولا أمام الاستعداد والتحضير لفعاليات الاحتفاء بذكرى مرور ١٠٠عام على انشاء رصيف وبوابة السياح المعلم التاريخي الحضاري المهم لمدينة وميناء عدن التاريخية والذي يصادف حلوله يوم الـ٢١ من أبريل من هذا العام ٢٠١٩م.
خبر لا تقل أهميته عن أي خبر مصيري غير محايد في تقبله وتأثيره.. خبر يهم الجميع ويعنيهم.. خبر سيحفر بعمق في جدار الزمن وذاكرة الوقت، مخلدا حقيقة أن عدن لن تبنى ولن تنهض إلا بجهود أبنائها الشرفاء وسخاء بذل اياديهم البيضاء.
مجلة الاستثمار العدد (55)