
الانسلاخ التدريجي لذاكرة
بقلم| عمر الحار
تناولت في موضوع الامس وباشارة عامة مخاطر الانسلاخ او فك ارتباطنا الوطني بعديد من المحطات التاريخية الهامة في حياتنا ، وهذا الامر ادهى وامر من الحرب نفسها على ابناء اليمن .
ولجلاء المبهم من القول والخروج من ايحاءاته اللغوية الى الواضح والجلي من الكلمات التي تثلج صدور من يحبون هذا الوطن ، ويكرمون ذكره ورموزه ويفاخرون بتاريخه ، ويتغنون بمأثره ويجلونها ويجعلونها في حياتهم اعيادا .
نقول بمفهوم مبسط برزت علامات الانسلاخ الوطني الى الوجود والعلن في ظل التقهقر الواضح للارادة الوطنية الجمعية وتراجع منسوبها القيمي في نقوسنا وهذا مايمكن ملاحظته بوضوح في تعاملنا مع معطيات الاحداث في هذه المرحلة الصعبة من حياتنا وتاريخنا ، وربما مثلت المرتكز الاساس او بؤرة القاذورات لتوالي عمليات الانسلاخ وتوالدها في ضبابية مشهد الاحداث الجسام التي يشهدها الوطن .
واخذت عمليات الانسلاخ بوجوها القذرة والمتنوعة تطفوا الى السطح وتكاد تسمم وتلوث ماتبقى من بقايا الوطن والارض والانسان .
وكلنا يدرك بان الانقلاب الحوثي هو اول من شرع واوجد الذرائع لظواهر الانسلاخات الوطنية التي نعيشها اليوم على فضاعتها وجرمها وصورها واساليبها المميتة والقاتلة للوطن ، ومن نافلة القول وباب الاقرار بالحقيقة المرة لهذه الانسلاخات الوطنية الرهيبة وعلى المجمل من القول لا التفصيل له ، حلول الذكرى السابعة لانتخاب فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه التي لفها النسيان التام بالامس القريب هي انسلاخ اخلاقي تام ، والتنكر لصنائع هذه القائد العظيم ومن معظم القوى والاطراف المتصارعة في الساحة انسلاخ وانسلاخ عظيم ، ومن مظاهر الانسلاخ العظيم التي يمكن ان تحتل مكانتها في تاريخ نكبة الوطن المغدور به بروز قوى انقلابية اخرى في جنوب اليمن وسعيها المستميت للانسلاخ والتخلص من جذور الانتماء للارض والانسان ودعوتها الباطلة للانسلاخ القصري من مكونات الهوية والتاريخ والارث الحضاري المشترك لابناء الشعب اليمني ، وشروع هذه القوى الخائنة في بيع الوطن وبرخص التراب ومن اجل تحقيق احلامها ورغباتها النرجسية القديمة والمتجددة في الحكم هو اقوى انسلاخ يواجهه الوطن المثخن بالجراح وبالخيانات ، وانجرارهم الاعمى للتبعية انسلاخ اضافي ، وسعيهم الطاغي لسحق القوى الوطنية في جنوب اليمن انسلاخ جهويا وشطريا ومن طراز جديد .
مع تسليمنا بتمادي واستفحال مشروع الانسلاخ الوطني وتمدد قواه في كل اتجاه ومحاولاتها للانسلاخ من قيمها الوطنية والثورية ومبادئها النضالية ، ولن تكون رغبة ابناء حضرموت اوتهامة نهاية المطاف لهذا المشروع الجديد و الدامي والقاتل للوطن والذي يهدد ماتبقى من السترات الوطنية الواقية له .
وهذه اشارات كافية لمعالم الانسلاخات الوطنية من الذاكرة .