آراء وأقلام نُشر

الخليج في قلب اليمن

سألني صديقي اذا كان يتوقع ان تلغي اليمن بطولة الخليج في دورتها العشرون، في ظل الازمة الامنية التي تعيشها سواء ملاحقتها لجماعة الحوثيين او ظاهرة اختطاف الدبلوماسيين، واخيرا الطرود المشبوهة، وتهديدات القاعدة، فضلا عن الكثير من الحوادث الامنية والقتل، بدأ واضحا ان صديقي كان ينتظر في اي لحظة ان يعلن المسئولون عن الرياضة في اليمن اعتذارهم،فقلت له انا اعتقد ان كلامك غير صحيح لعدة اعتبارات، فاليمنيون اليوم بحاجة الى مثل هذه التجمعات الشبابية وخاصة الرياضية، هم الان اكثر تحدي من اي وقت مضى من اجل ان يثبت الشاب اليمني انه مثل كل الشباب في العالم يبحث عن فرص التنمية التي تأخذ بيده نحو النجاح والتطلع لمستقبل مشرق، بعيدا عن ضئالة الافكار الهدامة التي تريد ان تضع الشاب اليمني في زاوية ضيقة وتطلق عليه انه غير متحمس للتنمية والتطوير.
قلت له يا عزيزي منذ سنوات لم اسمع اخبار سارة من اليمن، وخاصة الشاب اليمني الطموح، فقد عرفنا عنه انه محب للترحال والسفر لكسب العلم والرزق، وهذه سمة هذا الشعب منذ القدم، استغل اصحاب الافكار الهدامة والعقول السوداء الاوضاع الاقتصادية في البلاد وما صاحبها من تأثير عالمي، لكي ينال من طموح هذا الشعب ورغبته في ان يكون مميزا،قلت له ايضا بطولة الخليج التي تقام على الارض السعيدة بمشاركة 7 فرق خليجية هي رسالة تحدي واصرار للمجتمع اليمني والحكومة، وهي ايضا تفتح قلبها للشباب الخليجي في ميدان المنافسة في رياضة تحظى باهتمام ومتابعة الكثيرين.

بطولة الخليج في اليمن هي رسالة الى العالم، كما تابعت وسائل الاعلام المختلفة اخبار تنظيم القاعدة التي تتخذ من الجبال والكهوف مقرا لها، وتستعين بشباب واحداث، مستغلة ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية في توظيفهم، ومثلما غطت وكالات الانباء اخبار القبض على مشتبهين في ارسال الطرود المفخخة، ومقاتلة الحوثيين، فوكالات الانباء هذه المرة ستنقل اخبار الفرح والفوز والهزيمة من ارض اليمن، في منافسة رائعة، وعيون الشباب هذه المرة ستتسمر امام شاشات التلفزيون لمتابعة منتخباتها ولاعبيها ونجومهم المفضلين.

اذا كانت ملاعب اليمن سوف تستقبل على مدى اسبوعين جماهير من كافة الدول العربية، فإن قطاع مهما سوف ينشط ينعكس ايجابا على السياحة والفندقة والمواصلات وقطاع التجزئة، كما انها فرصة لتجمع شبابي خليجي غابت عنها اليمن منذ سنوات، نأمل ان تسجل بطولة الخليج العشرون نقلة مهمة في تاريخ البطولة، وايضا في تاريخ اليمن، فالمناسبات السارة لا تقام كثيرا، على اليمنيون ان يستغلوها، ويقدموا للعالم رسالة محبة واطمئنان من الشعب اليمني الى كل الرياضيين.


*اعلامي وكاتب اقتصادي سعودي
jamalbanoon@gmail.com

نقلا عن مجلة الاستثمار


 

مواضيع ذات صلة :