آراء وأقلام نُشر

ليلة سقوط زين الهاربين في الفيسبوك

كانت كل المشاعر مضطرمة في تلك الليلة، لم أكن أعتقد أن رأس بنعلي كان مطلوبا لكل الشعوب.

لم أكن اعرف أن ذلك البلد الصغير كان قادرا على شد الأنظار..

في تلك الليلة، هجرني النوم ولم أكن وحدي.

كان مجتمع الانترنيت هادرا..تلقيت عشرات التهاني من كل أصقاع العالم، حتى عندما كنت أقول إنني لست تونسية، لم يأبه المهنئون لذلك كانوا في حاجة إلى تحرير تهانئهم في أي اتجاه.

إلا أن ما شد انتباهي في هذه الليلة الفيسبوكية التي لا تنسى، أن تفاعلات الشعوب اختلفت كثيرا. في وقت كان أصحاب العرس شاردون، ينتشون باللحظة، لا شيء عبر عنهم أكثر من ذلك الشريط الذي تناقلته صفحات الفيسبوك، عن شاب تونسي خرق حظر التجول ونزل لشارع الحبيب بورقيبة ليلا وهو يصرخ ويبكي: «يا تونس تحررنا..يا مسجونين ويا مهجرين ويا مظلومين مشا بنعلي..مشا الكلب..» والزغاريد ترد عليه من الأسطح قبل أن يوجه الجيش نداء بإقفال النوافذ وإخلاء الشوارع..

في هده الأثناء كان السوريون الذين لا يصلون إلى الفيسبوك بسبب الحجب يبكون من الفرح وهم يطلون من نوافذ المسنجر الصغيرة والوحيدة المتاحة لديهم..

استغربت تشابه مشاعر عدد من السوريين الذين سهروا أمام نوافذهم الصغيرة، كان بعضهم أكثر تأثرا وأكثر فرحا حد البكاء برحيل بنعلي.

في حين نظر اغلب العراقيين المقيمين في الفيسوك نظرة قلق لما وقع، وأبدوا خشيتهم من أن تقطف الثمرة طغمة أخرى لا تختلف عن طانة بنعلي وتغتصب دماء الشهداء وتأكل ثمرة النصر..

والى حدود الساعات الأولى من الصباح فاحت رائحة السخرية من أحاديث المغاربة الساهرين في علب الفيسبوك، كانوا يتتبعون الأخبار ويعلقون عليها، وفور ورود خبر وصول الرئيس الهارب للسعودية، تناسلت النكات، بعضهم تساءل ان كان الرجل قد تاب وقرر التوجه لأداء العمرة في انتظار موسم الحج، ومنهم من أكد أنه سيسمى من اليوم الشيخ زين العابدين بنعلي وسيولى منصبا في جهاز الأمن السعودي للاستفادة من تجربته..

«لكن بعض الحوارات اختارت أن تبحث عن الجواب الشافي لسؤالها المحير » هل البوعزيزي شهيد سيدخل الجنة؟ أم منتحر سيدخل النار؟


 

مواضيع ذات صلة :