مع تزايد الإقبال على المخدرات لدى الشباب المصري ، وسببها تضاعفت أسباب الجريمة في أوساط المجتمع .. وصلتني فكرة تناول هذا الموضوع من عدة زوايا من وجهة نظر شخصية..
وبعد تفكير طويل والاجتهاد للوصل إلى نقطة معينة للحديث عن ذات الموضوع .. بقيت أبحث عن حروف لأنسجها كلمات ، وأضعها عبارات تكون لها النتيجة الحتمية لأسباب « تجارة وتعاطي المخدرات » موضوع حديثي في هذا المقام .
«وقفت مع نفسي متسائلة عن .. ماذا لو أعطينا مجال لعقولنا دقائق فيها نحلل ونبحث عن تفسيرٍ واحد الذي يدفع أي شاباً » كان صغيراً أو كبيراً.. ذكراً أو أنثى يقدم على مثل هذه الجريمة التي تغلغلت داخل المجتمع بشكل غير مباشر..
بكل تأكيد أن النتيجة هي أصدقاء السوء ؛ وفي المقام الأول هي الأسرة التي لا تتابع أبنائها ، والذي ينتج عن ذلك التدني الأخلاقي وغير ذلك من سلوكيات الفرد في المجتمع .
«وبحسب ما أكده لي البعض أن تعاطي المخدرات أصبح أيضا في الوسط التعليمي ؛ لكنه في أماكن محددة » في أرقي المدارس التعليمية والجامعات اللاتي يتواجد فيها أولئك الشباب ولديهم فكر علمي وحس أخلاقي مختلف.
وبصراحة أنا لا أعيب تلك المدارس أو الجامعات .. وإنما أعيب على الأسرة في المقام الأول التي تعد العمود الفقري لهذا المجتمع إن تصدع أو أصيب بشيء خار الجسم بكامله ، فإن تجاهلت أبنائها وبناتها عن عمل ما أعطت الثقة لهم بأن يفعلوا أكبر من ذلك وما هو أمامهم وهم يدركون أنهم لن يخاطبهم أحد عن ذلك .
هكذا هو الحال مع شبابنا اليوم .. فهم يقعون فريسة تجار المخدرات بكل سهولة .
خوض التفاصيل في هذا الأمر لم نصل إلى نهاية محددة .. لكني سأحاول أن أنسج الكلمات على بعض الخيوط التي أراها من وجهة نظري هي الأساس في انحراف الشباب سواء بنت أو ولد إلى طريق المخدرات ،
وقبل ذلك يجب أن أقول بأن من يتهم الفقر كعامل رئيسي في انحراف الشباب وتعاطيهم المخدرات غير محقين في ذلك ، والدليل واضح أمام الجميع ، فتعدد أشكال وأنواع المخدرات بجانب تفاوت أسعارها ما بين الغالي والرخيص ، جعل الكل سواسية أمام الكيف ، وما عليه إلا أختيار المخدر المناسب لمزاجه ، لكن هذة الأيام أصبح الشباب يجرب كل شىء من باب الفضول والمغامرة الوحشية ، التي تلقي به إلى التهلكة ..
ولمجالنا الإعلامي دور مؤثر جداً وفعال في نشر فكرة تعاطي المخدرات أو شرب الخمور فعند النظر لمعظم الأفلام الهابطة التي ينتجها بعض الناس التي لا تفقة شىء بالأخلاق ولا الثقافة التي يجب أن نورثها لشبابنا ، يظهر البطل بجميع أفلامة سكران وبيده سيجارة الحشيش أو البانجو التي لا تفارقة بجانب رقصة وألفاظة الخارجة التي يظن إنها من تعطي له لقب راجل وتجعل البنات تعجب به ، ومن جانب أخر
المسلسلات التي أصبحت تظهر تجار المخدرات الكبار وحياتهم التي تتميز بالترف والثراء وأنهم لا يقعون أبداً تحت يد الحكومة ، هذا بالإضافة إلى البطلة التي تشرب الشيشة والخمر وتتراقص وتظهر أنوثتها وتظن أن هذا هو الصح ، فأنا لا أريد أن أعمم التعاطي وشرب الخمور والشيشة على الشبان فقط بل أنتشرت ظاهرة شرب
الشيشة والسجائر بين الفتيات بطريقة مقلقة تحتاج إلى ردع قوي من المجتمع والجهات المسؤوله لهم ، بعيداً عن المسلسلات ننتقل إلى البرامج والتوعية ، فالتليفزيون الحكومي لا ننكر دوره في نشر إعلانات وزارة الأسرة والسكان عن توعية الأسرة بمتابعه أبناؤهم الدقية لإكتشاف تعاطيهم للمخدرات مبكراً ، لكن هذا لا يكفي.. فالبرامج الثقافية والتوعوية بجانب دراما ومسلسلات المطلوب منها تغيير مفاهيم الشباب عن تلك العادة التي تدمرهم دون وعي ،
فالأسرة دورها فعال لكنه بحاجة للمسانده والدعم من كافه الوسائل التي تحيطنا بالمجتمع الذي أصبح منفتح على ثقافات غربية أكثرها الطالح وقليلها الصالح ..
يتردد دائماً على ذهني منظر ما أبشعه ، شباب في فرح بمنطقة شعبية يتراقصون والدخان يحيط بهم ويشربون سجائر الحشيش التي يلفها أحدهم ويوزعها عليهم طبعاً منها المجاملة ومنها مدفوعة الثمن ، الشىء الذي لفت إنتباهي شرب السجائر من عكسها فيقوم البعض بوضعها في فمه لأخذ الدخان والأخر يضع طرفها الثاني بفمه
منظر بشع ومقزز، أما عندما تنظر لرقصهم تجد ذاكرتك دون تردد ترجعك لأيام عبدة الشيطان ورقصهم الهيستيري دون وعي ، فالسؤال في هذا المنظر لم يوجه للإعلام ولا للشاب نفسه بل موجه للأسرة
لماذا سمحوا من الأساس على جلب المخدرات والبيرة أو الخمرة لأفراحهم ..؟ ولما يفرحون بتلك الشباب ويتباهون بهم ..؟ أيضاً هناك سؤال أهم ، هل هذا هو المستقبل الذي تنتظروه لأبنائكم ..؟
الأسئلة لم تنتهي وهذة الظاهرة أيضاً ، فمعظم الأفراح بالمناطق الشعبية أصبح شىء أساسي بها الحشيش والبيرة
والتراقص على الأغاني الشعبية الهابطة التي منها من يمدح الرسول والأنبياء بأسلوب حرام شرعاً ، فمن خلال الصورة التي أراها بتلك المناطق الشعبية ، أستطيع أن أقول إنها أصبحت ( وكر لتجار المخدرات) وأيضا مروج لبضاعتهم التي لا تخسر أبداً، فقبل أن ننتقل لدور الحكومة نكمل دور الأسرة ، فلن ألقي التهم كلها عليها ، فبعض الأسر تتابع وتحافظ على أبناؤها ولكن الباب الذي يوصل أولادهم للتهلكة هو الأصدقاء ، فالصديق إما أن يكون صالح فيأخذك معه لطريق النجاه أو العكس لطريق الظلام ، فالأسرة يجب أن لا تكتفي بالمتابعه الدقيقة بل تعرف أصدقاء أبناؤها وتدرس أخلاقهم قبل فوات الأوان ، فلو إجتمع الإعلام مع الأسرة مع المدرسه بجانب دور الحكومة الفعال ، نستطيع التقليل من هذه الظاهرة ونحمي الشباب المصري من الضياع ..
عندما أقف مع نفسي وأفكر عن كيفية شعور أولئك الشباب المتباهين بانحرافهم.. يتبادر لي أسئلة عديدة.. هل يرون أنها الرجولة .. النبل.. التقدم..؟
، فلماذا لم يسئل أي شاب متعاطي أو أي فتاه عن دورهم إتجاة أنفسهم التي سيسئلون عنها يوم القيامة أمام خالقهم ، فأنت وأنتي تدمرون أنفسكم دون أن تشعرون ، فبعض الشباب
الذي لم يكمل العشرين يقول لي : على فكرة الحشيش مزاج وليس له أضرار والبيرة كمان مش بتسكر ، أما اللي فعلاً وحش الحقن والبودرة أما البرشام كمان بينشط وليس مضر ..
عندما يقول لك شاب بريعان شبابه هذة العبارة .. كيف سكون شعورك..؟
لكل تأكيد سيكون هو الأسف على تلك الأفكار التي لقنها إياه أصدقاء السوء ؛ ليضعوه في حقل شرهم وصنيعة أفعالهم..، وكذا الأسف على غياب الأسرة عن متابعة أبنائها متابعة دقيقة ، التي تفتقد إلى من يرعاها ، وإلا فطريقها نفق مظلم القريبون منه ؛ حينها فقط سيدركون الخطأ الذي اقترفوه تجاه فلذات أكبادهم.
كي يدخلوة إلى نفق مظلم ، في الحقيقة هذا الموضوع أسبابه كثيرة وحلوله أكثر لكنها تحتاج لصبر وقوة إرادة
من الشخص نفسه ، فمن الممكن أن يرسم أمام عينه مستقبل مشرق ويكتب فوقها (مستقبل واعد دون مخدرات ولا مسكرات)، وأيضا سيكون بحاجة لدور الأسرة التي تدعمة نفسياً وليست الأسرة التي تجرح وتعاير بالكلام
وتجعله يعند ويرجع إلى ما كان عليه ..
قبل ما أنهي بحر الكلمات في تلك الموضوع الذي ليس له نهاية لابد وأن أذكر دور الحكومة الفعال بمصر لمكافحة المخدرات ، فبدايتاً أعرف وأن الكثير مما ينظرون للأمور من جانب واحد يقولون ( ياعم حكومة إيه هما بيشربوا المخدرات قبل مننا واللي بيحرزوه من التجار بيوزعوه على أنفسهم ) ، لكن هذا ليس صحيح إطلاقاً
والدليل هو العقل لو كانت الحكومة هكذا ما كانت أتعبت نفسها في مطاردة التجار وكانت تركتهم ينشروا المخدرات بأرجاء البلاد ، وأيضا الحكومة ليست بحاجة إلي دعاية صحافية أو إعلامية عن بطولاتها في مكافحة المخدرات ، فهم لهم منهج وهدف وعمل ثابت يسيرون عليه ، أما بعض الأمثلة السيئة التي تجعل بعض الناس تعممها عليهم جميعاً ،فهذا موجود بكل عمل ومهنة ، فدائما لكل قاعده شواذ، فما أن هذا الموضوع لا يسع ذكر تفاصيلة داخل مقال ، لأنه متشعب وله أجزاء كثيرة ، لأن في بعض المحافظات بمصر ينتشر بها بيع المخدرات عن غيرها ويوجد أيضاً أحصائيات وأرقام عن العمليات التي نفذتها الحكومة من القبض على التجار ، ولا ننسى أيضاً أن المجتمع هو اللسان الذي يعكس حاله ، فسوف أعرض عليكم ذلك الموضوع بتفاصيلة في أجزاء بحيث تستطيعون قراءتة ومتابعتة والإستفادة منه ، وأخيراً أنهي معكم كلماتي بترك مساحة واسعه إليكم لعرض إقتراحتكم وطلباتكم وآرائكم أيضاً في تلك القضية الهامة بالشارع المصري خاصة والعربي عامة ، فالصحافة الأن أصبحت تتكلم بلسان الشعب وتعكس معاناة المواطن ، فسأجعل تلك العبارة التي سأعتبرها شعار أختم به مقالي (مستقبل واعد دون مخدرات ولا مسكرات)..