بعد تردد شديد في أن أتناول موضوعا سياسياً أصبح حديث الساعة .. وبعد تقديم الرئيس المصري استقالته وتنحيه عن الحكم بساعات .. ، وهو رحيل كان قادماً لا محالة، قررت أن أتخطى هذا التردد لأعبر عن رأي ، وأرصد التحليلات التي حتما ما سيدونه التاريخ.. وجميعنا منتظر لـ « العبرة فيما بعد الرحيل» .
مصر ليست كأي دوله عربية أخرى، فهي أكبر دوله في الشرق الأوسط ولها موقعها الإستراتيجي المتميز نتيجة لذلك فإنها مستهدفة من أكثر من جهة ، عندما تناولت في مقال سابق على تخطيط الهلال الشيعي لجعل الشرق الأوسط إسلامي هاجمني الكثير ، لكنني مازلت عند تحليلي وكلماتي، الثورة المصرية شريفة ويفخر بها كل مصري حر ، لكنها ثورة يوجد بها تقريباً 20 % دخلاء على الشعب المصري، البداية كانت من اليمن وليست تونس، فالحوثييون كان يعطون العالم رسائل ما بين السطور وقليل من إستوعبها وقام بتحليلها ، وجاءت القاعدة لتكمل لنا المشهد وتتضح لنا المعالم ،فبعد أن أنتشر الفكر الشيعي بالعراق وسوريا ولبنان وعمان والسعودية واليمن ، قام القائمون على نشره بالتخطيط للوصول به لمصر لأنها الأم والمصدر الذي يستطيعون عن طريقة ( جعل الشرق الأوسط إسلامي ) وتأكيداً على كلامي فهذة العبارة هي من قالها رئيس الوزراء الإيراني بالإضافة إلى خطابه الذي وجهه للشعب المصري باللغه العربية ، هذا مخطط إيران ونصر الله أيضاً أما مخطط الإخوان المسلميين لا يختلف عنهم كثيراً فشعارهم دائما ( الإسلام هو الحل ) ، وقاموا بالفعل بنشر أفكارهم وتعميقها في عقول الشباب المصري والأخت الشقيقة لهم بالتفكير هي حماس ومن الطبيعي أن يتكاتفوا جميعاً بصوت المعارضة كي يرحل أي رئيس مصري سواء مبارك أو غيره كي يقومون بتنفيذ سياستهم وتطبيق أجندتهم نحو الشرق الأوسط..
أمريكا ورئيسها أوبما وتناقض تصريحاته حول ثورة الشعب المصري ، أظهر حقيقة السياسة المخططة فالكل يريد أن يستحوذ على مصر والنيل من قوتها وموقعها ، هذة هي الصورة الواضحة أمامنا أما الغير واضح والذي نلمحة من بين السطور أخطر من الظاهر أمام أعيننا ، فالقصة ليست بإسقاط الرؤساء العرب ، بل هي إستغلال ظروف سقوط الحكومات والرؤساء لتحقيق طموحاتهم التي يحلمون بها منذ سنوات عديدة ..
الثورة لفظ جديد.. لكنه فعل أصبح معجزة على الشباب المصري وأبهر العالم أجمع ، فخرج الشباب المصري بل زرعها الأخضر ليقول لا للفساد ولا للظلم ولا لكل شىء يسلب حقي ويستعبدني فالله خلقنا أحرار ونستطيع أن نحدد مصير حياتها داخل أوطاننا ، وبالفعل إرادة الشعب المصري فاقت الحد وخرجت عن كل التوقعات ، هذا الجانب الإيجابي للثورة المتمثل في تحقيق إصلاحات عامة وشاملة بجانب إختيارهم رئيس مصري جديد ، عن طريق إنتخابات رئاسية نزية خارجة عن التزوير المعتاد ..
لكن.. هناك من غيروا مبادئهم وولائهم للرئيس وأصبحوا الأن يلعبون دور الأبطال الذين يخافون على الوطن
وعلى سرقة الثورة من شباب 25 يناير ، فهناك أصوات بدأت تطلع وتتكلم وهي كانت لا تجروأ على التحدث بوجود الرئيس ، فأستطيع أن أقول أن الرئيس وحده فقط هو المدين بل المنافقين من الإعلاميين والسياسين أيضاً فهم لعبوا بعقول الشعب بكلامهم الممزوج بالمدح والقليل من المعارضة تحت شعار المحايدة وعدم الإنحياز ، أما الأن فشعارهم الصراحة ، أي صراحة ..؟ ،وكل منهم لم يفصح عن جرائم الفساد والإختلاس والسرقة وأكل المال العام إلا بعد سقوط النظام.
وللأمانه يوجد البعض من أفصح ولكنه سكت لضغوطات معينة ، لكن كان بالإمكان أن يتحدوا جميعاً ويصرون على موقفهم مثلما أتحد الشباب المصري حتى وصل لما يريد ، كل هذا يستوجب علينا أن ننصت خلال تلك الفترة أكثر مما نتكلم كي نحدد ونميز الصادق بحديثة من الكاذب حتى لا نغرق بدوامة نفاق إعلامي وسياسي مرة أخرى.
"
يستوجب علينا أن ننصت .. كي نحدد ونميز الصادق بحديثة من الكاذب حتى لا نغرق بدوامة نفاق إعلامي وسياسي مرة أخرى
" |
فالشعب المصري أصبح واعي عن ما قبل ثورة 25 يناير ، فالأطفال أصبحوا يستمعون ويسئلون ، وستمر بهم الأيام ، وتنضج عقولهم ، ويصبح لهم لسان يسرد تاريخ تعايشوة لحظة بلحظة بمذاقة المر والحلو ..
الخوف كل الخوف من التدخل العسكري الإسرائيلي الأمريكي في مصر ، فمعظم قوات الجيش المصري متواجد في أرجاء الجمهورية المصرية لحماية الشعب وتحقيق مطالبه..
لي عدة أسئله ولم أجد لها إجابات منذ إشتعال فتيل الثورة ..
_أين أختفت قوات الشرطة والأمن المركزي..؟
_ أين دور المخبارات المصرية العظيم ..؟
_ لماذا إلى يومنا هذا لم يظهر من أفراد الشرطة إلا القليل..؟
_ وهل الأنباء التي ترددت عن وجود تخطيط مسبق لإقتحام السجون المصرية .. صحيح..؟
_هل بالفعل كان يوجد أفراد خارجية تحمل جنسيات مختلفة بداخل ميدان التحرير..؟ هذا بجانب توزيع مبالغ مادية ووجبات طعام على بعض المتظاهريين..
الأسئلة كثيرة ولن تنتهي ولكن الإجابات ستحتاج للصبر والإنصات كي نلمحها في الخطابات القادمة والمنصرمة وربطهم ببعض كي نصل للحقيقة الظاهر بشكل نسبي للبعض وليس للكل لذلك البعض لا يتلفظ بها حتى لا يهاجم
فالمثل الشعبي يقول ( الكثرة تغلب الشجاعه)..
(حكومة نظيف هي من أطاحت بمبارك) ، هذا ليس تقليل من شأن ثورة الشعب المصري ، بل عندما نحلل الوضع سنجد أن حكومة نظيف ، أثارت غضب الشعب المصري ، من سلب ونهب وسرقة وتعالي على الشعب ومعاملتة كأنه مرفه ولا يحتاج لشىء وإنه متمرد ، فكان على الرئيس مبارك أن يتدخل ويحاسب كل رجال الأعمال الذين نهبوا ثروات البلد تحت مسمى وزير ولديه حصانة.
فالشىء الذي يجب أن أقوله لماذا من الأساس قبل مبارك بحكومة رجال الأعمال وهو على يقين تام بماضيهم الأسود الملىء بقضايا النهب والفساد ، فعندما أعطيناهم زمام الأمور أكلوا الشعب وشربوا دمائه.
«ما أصعب تلك التصريحات على مواطن لا يجد قوت يومه حين يقول أحمد عز : » الشعب المصري مرفه فحتى عامل النظافة أصبح مع جهاز موبيل ويستخدم النت وهكذا..
«ويقول أحمد نظيف : » بالفعل يوجد رفع مستوى معيشي للمواطن فالإحصائيات الأخيرة تقول أن 750 ألف مواطن مصري قام بشراء تكييف وهذا يدل على إرتفاع المستوى المعيشي له ..
الرقم الذي ذكره يعتبر أقل من 1 % من الشعب المصري ، فهم لم يرحموا الشعب وضلوا يرددوا شعارات وهتافات غير موجوده بالواقع ولا يجدها المواطن مما جعل الشعب يثور ويقرر أن يحرر نفسه ووطنه من تلك الأشخاص التي كانت تحرك الشعب بيدها كالعرائس على المسرح ..
أيضاً مما جعل الشعب يثور هذه الثورة العظيمة ؛ تلك العمليات التعذيبية التي تتم في السجون المصرية وخاصة في سجون الإسكندرية ، وتطبيق قانون الطوارئ من قبل أفراد الأمن بطريقة همجية شوهت هذا القانون.
«بعد أن نجح الشعب في ثورته ؛ يستوجب على الجيش مراقبه كل الأوضاع وتأمين حدود مصر البرية والبحرية والجوية ، فالأمر الآن في غاية الخطورة ، فهناك » كرسي منتظر رئيس جديد وهذا الكرسي يتصارع علية عناصر داخلية وخارجية ويخططون من قبل رحيل مبارك إلى الجلوس عليه ، هذا إلى جانب الشائعات المنتشرة في الفيس بوك وغيره من تخطيط إسرائيل واستعدادها لاسترجاع سيناء ، وتخطيط أمريكا للاستيلاء على قناة السويس ، بجانب الهلال الشيعي الذي يريد أن يأكل من تلك التورته التي تتمثل في مصر فكل منهم يعزم نفسه عليها دون مقدمات لتحقيق أطماعه ومطالبة الشخصية ..
«مصر ذكرها الله في كتابة العزيز ومدح الرسول الكريم جنودها ، ولن يخذل الله شعبها ولن يضيع أمنها، فيجب على كل مصري أن يستمع لصوت العقل ولا ينجرف نحو العاطفة التي يعلب عليها كثير من السياسات الخارجية كي ينال من وطننا عن طريق شبابنا ، لم أجد ختام لمقالي أعظم من كلام الله عز وجل : » أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين (يوسف 99).. صدق الله العظيم وبارك في مصرنا الحبيبة..