اقتصاد عالمي نُشر

الحلول محل الأمريكان.. استثمارات الصين في أمريكا الجنوبية

مصر العربية..  أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي قام بزيارتين لدول أمريكا الجنوبية، منذ توليه منصبه منذ سنتين، عن رغبته في مضاعفة قيمة التعاون المشترك السنوي مع دول القارة، إلى 500 مليار دولار، أي ضعف الرقم الحالي.

وتعهد الرئيس الصيني، بأن تستثمر بكين 250 مليار دولار في أمريكا الجنوبية، على مدى الأعوام العشرة القادمة، في إطار مسعى لتعزيز نفوذ بكين في منطقة هيمنت عليها الولايات المتحدة لفترة طويلة.

وتعد الصين من أكبر مستهلكي المواد الأولية والموارد الطاقية الصادرة من أمريكا الجنوبية، في حين تُصدِر المواد المصنعة وتمول المشاريع الصناعية ومشاريع البنية التحتية في معظم تلك البلدان.

وتشتري الصين، التي تعتبر ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، الصويا من الأرجنتين والبرازيل، في حين تشتري النحاس من تشيلي والبيرو، والبترول من فينزويلا، والعديد من المواد الأولية الأخرى من أجل تغطية مستحقات سكانها الذين يفوق عددهم 1.3 مليار نسمة.

كما تشارك الصين في مشاريع استراتيجية مهمة، أكثرها إثارة للاهتمام هو انطلاق شركة صينية منذ شهر ديسمبر 2014، في حفر ممر مائي في نيكاراجوا ينافس قناة بنما الحالية.

يأتي ذلك بينما استثمرت الصين أموالا ضخمة في فينزويلا لاستغلال حزام النفط حول نهر "أورينوكو"، الذي يُعتبر أكبر احتياطي من النفط الثقيل في العالم.

التعاون الاقتصادي بين بكين ودول القارة نتج عنه تأسيس عدة منتديات للتعاون،بمشاركة دول أمريكا الوسطى الـ15.

وصرحت ديلما روسيف رئيسة البرازيل بأن بكين رسمت نموذجًا جديدًا ومهمًا من العلاقات الاقتصادية، بالرغم من بعد المسافة بين دول القارة وبين الصين، في الوقت الذي لم تعد فيه الولايات المتحدة الشريك التجاري الأبرز لأمريكا اللاتينية.

وفي حين انشغلت واشنطن خلال السنوات العشر الأخيرة بسياستها الداخلية وبالنزاعات الشرق أوسطية، زادت الصين من تأثيرها في أمريكا اللاتينية حتى أزاحت الولايات المتحدة من مكانها باعتبارها شريكًا رئيسيًا في المنطقة.

وعلى مستوى العمل المشترك، عبر رئيس الإكوادور رفاييل كوريا عن رغبته في تقوية التحالف بين بلده والصين، وأكد حصول بلاده على 7.53 مليار دولار عبر قروض أو عبر فتح خطوط ائتمان مع الصين، في حين أعلن رئيس فينزويلا نيكولاس مادورو عن إبرام اتفاقيات جديدة مع الصين تصل قيمتها إلى أكثر من 20 مليار دولارًا من الاستثمار، وأعلن رئيس الدفاع الفينزويلي فلاديمير بادرينو لوباز عن "تعزيز العلاقات التقنية-العسكرية" مع بكين.

وفي المقابل فإن الصين ضخت مليارات الدولار في استثمارات بالمنطقة. وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إنه ضمن استثمارات تزيد قيمتها عن 20 مليار دولار من الصين خلال الأمد المنظور، بينما قالت الإكوادور إنها حصلت على خطوط ائتمان وقروض بقيمة إجمالية 7.53 مليار دولار من بكين.

يأتي التعاون مع المنطقة وبكين، حتى مع احتفاظ كثير من دول القارة بروابط دبلوماسية مع تايوان التي تعتبرها الصين اقليما متمردًا.

ومن بين الدول الاثنتين والعشرين التي لا تزال تعترف بتايوان فإن 12 منها في امريكا اللاتينية والكاريبي.

وقد عقد المؤتمر التأسيسي لمجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي في شهر ديسمبر 2011 في مدينة كاراكاس، العاصمة الفنزويلية، بعد دعم كبير من لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وهو[و تشافيز رئيسا البرازيل وفينزويلا السابقين.

وتضم المنظمة 590 مليون شخص هم سكان القارة الأمريكية، مع استثناء كندا والولايات المتحدة، الذين تم استثناءهم في إطار الرؤية السياسية التي تتبناها المنظمة.

وأطلق المنتدى الوزاري الذي عُقد في بكين مشروع تعاون يدوم خمس سنوات (2015-2019) ويتركز حول قطاعات هامة مثل البنية التحتية والطاقة والصناعة والمناجم والفلاحة والابتكار والسياسات الاجتماعية.


 

مواضيع ذات صلة :