تتوقع وكالة الطاقة الدولية استمرار ضعف نمو الطلب العالمي على النفط بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين والتبني المتسارع للمركبات الكهربائية.
قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لـوكالة الطاقة الدولية، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ يوم الاثنين "هذا العام، الطلب العالمي على النفط ضعيف للغاية، وأضعف بكثير من الأعوام السابقة، ونتوقع أن يستمر هذا بسبب كلمة واحدة- الصين". ولفت بيرول مجدداً إلى وفرة إمدادات النفط الخام والطاقة الاحتياطية.
ما يزال النفط منخفضاً منذ بداية هذا العام، لكن تصعيد الأعمال العدائية في الشرق الأوسط سبب حالة من التوتر في السوق، إذ يترقب المتعاملون رد فعل إسرائيل على القصف الصاروخي الإيراني الأخير.
أشار بيرول إلى أن الأسعار عرضة لـ"بعض الارتفاعات" بسبب التوترات، على الرغم من أنه لن تكون هناك مشكلات فيما يخص "توافر النفط".
فائض النفط في 2025
في تقرير صدر الأسبوع الماضي، توقعت وكالة الطاقة الدولية حدوث تخمة في الأسواق أوائل 2025 بسبب الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط الأميركي، في حين تقترب الطاقة الفائضة لدى تحالف "أوبك+" من مستويات قياسية. وأضافت الوكالة التي تتخذ مقراً في باريس أن استهلاك الصين من النفط انخفض 500 ألف برميل يومياً في أغسطس، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
على الرغم من ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر في سنغافورة اليوم الاثنين إن الشركة متفائلة بشأن الطلب الصيني على النفط، بعد أن استحدثت الحكومة مجموعة من تدابير التحفيز لإنعاش الاقتصاد.
رغم التقلبات التي تشهدها أسعار النفط بفعل الاضطرابات في الشرق الأوسط، لا يزال العديد من تجار النفط متشائمين بشدة تُجاه توقعات السوق للعام المقبل.
هذا التشاؤم، الذي قد يتغير في حال حدوث تصعيد كبير يعطل تدفقات النفط، يستند إلى الاعتقاد بأن الإمدادات ستتجاوز الطلب العالمي في عام 2025، مع زيادات كبيرة في الإنتاج من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وهو ما يلعب دوراً حاسماً في هذه التوقعات. وقد تعزز هذا الاعتقاد بعد خفض الوكالات الثلاث الرئيسية للنفط تقديراتها للطلب في العام المقبل.
توقعات الإمدادات والطلب
منذ أن نشرت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لعام 2025 لأول مرة في أبريل، كانت قد أشارت إلى أن الإمدادات من خارج "أوبك" ستنمو بشكل أسرع من نمو الاستهلاك. وكان لإدارة معلومات الطاقة الأميركية وجهة نظر مشابهة في سبعة من الأشهر الثمانية الماضية.
من المتوقع أن تأتي معظم زيادات الإمدادات من أربعة منتجين رئيسيين خارج "أوبك" كانوا مسيطرين على الإمدادات الإضافية في الأعوام الأخيرة، وهم: الولايات المتحدة، والبرازيل، وغيانا، وكندا، بالإضافة إلى زيادة متوقعة من النرويج.
هذه الكميات الإضافية تأتي قبل أخذ أي زيادة محتملة من "أوبك+" العام المقبل في الاعتبار، حيث يمتلك التحالف طاقة إنتاجية احتياطية تتجاوز 5 ملايين برميل يومياً.
من ناحية الطلب، خفضت الوكالات توقعات النمو لعامي 2024 و2025، حيث تم تقليص التوقعات لهذا العام بما يتراوح بين 300 ألف و400 ألف برميل يومياً منذ بداية يناير. كما تم خفض توقعات النمو للعام المقبل بما يتراوح بين 60 ألف و200 ألف برميل يومياً منذ أبريل، وهو الشهر الذي قدمت فيه الوكالات الثلاث توقعاتها لعام 2025.
سجلت العقود الآجلة لخام "برنت" تقلبات طفيفة لتصل إلى 73 دولاراً للبرميل مع إغلاق يوم الجمعة. وكانت العقود قد ارتفعت إلى 81.16 دولاراً في وقت سابق من هذا الشهر وسط مخاوف من أن تشن إسرائيل هجوماً على البنية التحتية النفطية الإيرانية.
تباين توقعات الطلب
أما على المستوى المطلق، فقد كانت توقعات الطلب للعام المقبل أكثر تبايناً، رغم أن الوكالات الثلاث خفضت توقعاتها لاستهلاك 2025 في تقاريرها هذا الشهر.
وبالمقارنة ببداية تقديم التوقعات لعام 2025، شهدت أرقام وكالة الطاقة الدولية و"أوبك" انخفاضاً، بينما زادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية من توقعاتها للطلب في العام المقبل مقارنة بتقديراتها الأولية. ووفقاً لتقرير أكتوبر، لا يزال هناك تفاوت قدره حوالي مليوني برميل يومياً بين توقعات وكالة الطاقة الدولية و"أوبك".
في تقريرها، أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى وجود كمية كبيرة من النفط لم تتمكن من احتسابها في يوليو وأغسطس، وهما آخر شهرين تتوفر بيانات المخزون لهما.
وتمثل هذه الأرقام الفرق بين تقديرات العرض والطلب النظرية وتغيرات المخزون الفعلية التي تمت ملاحظتها بناءً على مجموعات البيانات المختلفة. وهذا يشير إما إلى تعديل تشاؤمي في بيانات المخزون للحد من حجم السحب، أو تعديل تفاؤلي في أرقام العرض والطلب للوكالة.
اقتصاد الشرق من بلومبيرغ