دراسات نُشر

مركز بحثي سعودي يطور الوقف بصيغتي «المشاركة المتناقصة» و«عقد البناء والتشغيل والإعادة»

 

خرج مركز بحثي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالعاصمة السعودية الرياض، بإنجاز جديد في تطوير الأوقاف وصناعتها، وذلك من خلال الوصول إلى آلية تطوير لهذه الصناعة من خلال صيغتين، الأولى عن طريق صيغة «المشاركة المتناقصة»، والثانية عن طريق صيغة «عقد البناء والتشغيل والإعادة».

واختتم كرسي راشد بن دايل لدراسات الأوقاف برامجه للعام المالي 2012 بعدد من المنجزات والبرامج النوعية والمتخصصة في مجال الأوقاف، وفقا للخطة التشغيلية لعام 2012، والمعتمدة من مجلس كراسي البحث في جامعة الإمام.

وأوضح الدكتور عبد الله العمراني، أستاذ الكرسي، أنه تم إنجاز أكثر من 25 برنامجا تتعلق بمسألة الوقف، مبينا أنها اشتملت على المسارات الاستراتيجية للكرسي، المتمثلة في إعداد البحوث التأصيلية والتطبيقية في مجال الأوقاف، وتطوير منتجات الأوقاف، وتطوير برامج التوعية والتثقيف والاهتمام المجتمعي بالوقف، من خلال الدراسات المتخصصة، والمنتجات الوقفية، مقدمة حلولا لمشكلات الأوقاف.

ومن هذه البرامج والمنجزات، وفق العمراني، تشغيل الورشة التأسيسية للكرسي، بجانب إعداد اثنين من أهم الأبحاث الوقفية، أحدهما عن تطوير الوقف بصيغة المشاركة المتناقصة، وثانيهما عن تطوير تعمير الوقف بصيغة عقد البناء والتشغيل والإعادة (بي أو تي).

وأنجز الكرسي أربعة مشاريع بحثية أخرى اتسمت بالإحكام، اشتملت على مشروع «صيغ وثائق الأوقاف»، الذي أعده فريق برئاسة الدكتور عبد الرحمن العثمان، كما أنجز مشروع «خارطة أبحاث الأوقاف»، الذي أعده فريق برئاسة محمد المديميغ، وكذلك مشروع «المنتجات الوقفية التعليمية»، الذي أعده فريق برئاسة عبد الله الغفيلي، بالإضافة إلى مشروع «الصناديق الاستثمارية الوقفية»، الذي أعده فريق برئاسة عبد الله الدخيل.

وعلق الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن باعشن رئيس مركز الشروق للدراسات والاستشارات الاقتصادية بجازان بالسعودية، على مجمل هذه المنجزات بأن الكرسي يستطيع أن يساهم في تطوير مفهوم الأوقاف والانطلاق به بالشكل الذي يتناسب مع رسالته، ويجعل منه حقلا جاذبا للاستثمار، وذلك من خلال توفير الأبحاث المتعمقة في إدارة الأوقاف.

وتشير بعض الدراسات التي صدرت في هذا الشأن إلى أن حجم الوقف العالمي تجاوز الـ105 مليارات دولار، في الوقت الذي ينكشف فيه ضعف الوقف في الدول الإسلامية مقارنة بما هو عليه في البلاد الغربية.

وشدد باعشن على أهمية إعادة الحياة في قطاع الأوقاف، أكثر القطاعات المهملة والتي تحتاج إلى إعادة تأهيل؛ وذلك لأن هذا المجال يحتاج إلى نوع من التطوير في مجال البنوك الإسلامية بشكل ينافس الوضع الذي عليه في البلاد الغربية، التي قطعت شوطا كبيرا في مجال الأوقاف.

وأكد أن الأوقاف في البلاد الإسلامية تعاني من سوء الإدارة بخلاف ما عليه الحال في أوروبا وأميركا، مشددا على ضرورة أن يتجه المهتمون والمراكز البحثية إلى تطويره بالشكل الذي يجعله مساهما فعالا في إدارة شؤون الناس الوقفية.

وثمن منجزات كرسي راشد بجامعة الإمام، متوقعا تحقيق الكثير من المكاسب على المستوى التشريعي والاقتصادي والاستثماري والمصرفي من خلاله، مناديا بأهمية نشر ثقافة الوقف في المجتمع.

وقال: «تبرز أهمية أبحاث الأوقاف في التخطيط الاستراتيجي لدراسات الأوقاف، واستشراف مستقبل الوقف، مع أهمية التركيز على البحوث التطبيقية والعملية في المرحلة المقبلة؛ بهدف التحفيز المجتمعي للعناية بالأوقاف ودراساتها».

وطالب باعشن الكرسي برسم خارطة تحصر جميع موضوعات الوقف، وترسخ القواعد المهنية ومعار الشفافة، فيما تعلق بإدارة المخاطر واستراتجات النمو، تمكن الأوقاف وصناعتها في البلاد العربية من اللحاق بنظيراتها في البلاد الغربية.

وكان كرسي راشد بن دايل بجامعة الإمام استطاع على صعيد إعداد كتب متصلة بمجال الوقف، أن ينشر خلال عام 2012 كتابين، هما كتاب «النوازل في الأوقاف» للدكتور خالد بن علي المشيقح، وكتاب «بحوث في أصول الوقف واستثماره» للدكتور عبد الله بن موسى العمار.

ولم يغفل الكرسي جانب الترجمة لما لها من أهمية في نقل وترجمة ما تم إعداده وما هو موجود أصلا، حيث عكف الكرسي على ترجمة كتاب «دور الوقف في دعم البحث العلمي» من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية.

وعلى صعيد حلقات النقاش، فإن الكرسي نظم ست حلقات، اشتملت على حلقة نقاش تحضيرية لمشروع «صيغ وثائق الأوقاف»، وحلقة نقاش تحضيرية لمشروع «خارطة أبحاث الأوقاف»، وحلقة نقاش تحضيرية لمشروع «المنتجات الوقفية التعليمية»، وحلقة تركيز لمشروع «المنتجات الوقفية التعليمية»، وحلقة نقاش تحضيرية لمشروع «الصناديق الاستثمارية الوقفية»، وأخيرا حلقة نقاش بعنوان «الفرص البحثية لطلاب الدراسات العليا في مجال الأوقاف».

كذلك نفذ الكرسي ثلاث رحلات علمية، اشتملت على رحلة علمية لمؤتمر في دبي بعنوان «أفضل الممارسات والتجارب في مجال المصارف الوقفية»، ورحلة علمية لمؤتمر في المغرب بعنوان «الوقف العلمي»، ورحلة علمية لمؤتمر في الكويت بعنوان «الوقف والتكنولوجيا».

كما أعد خلال عام 2012 مذكرات للتعاون، اشتملت على اتفاقية «الوقف العلمي بجامعة الملك عبد العزيز»، واتفاقية «الأمانة العامة للأوقاف بالكويت»، واتفاقية مركز استثمار المستقبل للأوقاف.

ودعم الكرسي أبحاث ورسائل طلاب الدراسات العليا، منها رسالة دكتوراه تحت عنوان «الولاية والنظارة المؤسسية على الوقف» للمحاضر محمد بن سعد الحنين، ورسالة دكتوراه أخرى تحت عنوان «ولاية الدولة على الأوقاف الخيرية» للمحاضر زياد بن عبد الله الفواز.

ومن البحوث العلمية التي نشرها في مجال الأوقاف، «زكاة الوقف» للدكتور عبد الله بن منصور الغفيلي، و«الحماية القانونية لأموال الوقف» للدكتور رضا محمد عيسى، بالإضافة إلى تقديمه الاستشارات والمعلومات لعدد من الباحثين والجهات ذات العلاقة، حول موضوعات مختلفة في الوقف، مع إفادة الباحثين بقواعد المعلومات البحثية لدى الكرسي، وكانت قد عقدت ثمانية اجتماعات للهيئة العلمية الاستشارية.

ويتوقع أن تساهم هذه المنجزات في معالجة التراجع في البلاد الإسلامية، الذي تعانيه الأوقاف كمجال للاستثمار، لصناعة منتجات وقفية تنافس نظيراتها في البلاد الغربية.

 

الشرق الأوسط


 

مواضيع ذات صلة :