حوارات نُشر

أمين عام الاتحاد: الاحتفالات السنوية مجرد تقليد أمام العالم وحقوق العمال ما زالت مغتصبة..!

 

 

من عمق العمل النقابي والتنظيمي لاتحاد نقابات عمال اليمن، والرؤية لمستقبل العمل النقابي طرح أمين عام اتحاد نقابات عمال اليمن - عضو لجنة الحقوق والحريات في منظمة العمل العربية علي أحمد بامحيسون العديد من التحديات والهموم، التي تكتنف العمل النقابي، مقدماً الحلول المستقبلية لتصحيح مسار الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية، متحدثاً عن العمال وعيدهم هذا العام وكيفية تكريمهم والكثير من القضايا في هذا الحوار: 

 زخم كبير 

في البداية قال بامحيسون: أرحب بكم وأهنئ كل عمال وعاملات اليمن في هذا اليوم بعيدهم العالمي متمنياً للجميع التوفيق والنشاط في كافة الأعمال التي يؤدونها. عيد العمال في هذا العام يأتي وبلادنا تشهد زخماً كبيراً في الانتقال إلى الدولة المدنية الحديثة، وتشهد مؤتمر الحوار الوطني الذي نتمنى أن يخرج بلادنا عن هذه المنعطفات الحرجة التي مرت بها ويوحد الآراء ونصل فعلاً إلى الدولة الموحدة والدولة المدنية الحديثة التي طالما اشتقنا للوصول إليها. 

لجان نقابية بالآلاف 

<< كم عدد النقابات واللجان النقابية المكونة لاتحاد نقابة عمال اليمن؟ 

 يمتلك التكوين التنظيمي لاتحاد نقابات عمال اليمن لجاناً نقابية في مجمل مرافق العمل والإنتاج وتصل اللجان النقابية إلى الآلاف، وليس لدي رقم محدد نتيجة عدم انتظام أرقام الإحصائيات بعد الثورة والانفجارات والحراك الذي شهدته الوزارات بما فيها الخارجية والمالية وحقوق الإنسان, كل الوزارات وجدت فيها الآن اللجان النقابية وكذلك بعض المرافق والمؤسسات, ولذا لا استطيع تحديد الرقم لأنه ما زلنا إلى اليوم نستقبل اللجان النقابية في مجمل مؤسسات ومرافق العمل والإنتاج, ويتكون الاتحاد العام من 13 نقابة عامة على مستوى الجمهورية هي التي شكلت الاتحاد وللاتحاد فروع في 15 محافظة وتكوينه التنظيمي جمعية عمومية هي التي تنتخب لجنة نقابة, نقابات فرعية, فرع الاتحاد, نقابة عامة, الاتحاد العام. 

 عدم قبول المكرمين 

<< كيف تم اختيار المكرمين من كافة محافظات اليمن؟ 

بالاتفاق مع الأخت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل د. أمة الرزاق علي حُمد تم إشراك فروع الاتحاد في المحافظات مع مكاتب العمل والشئون الاجتماعية في كل محافظة، لترفع إلينا عبر فروعنا في تلك المحافظات بأسماء المكرمين من العمال والعاملات على مستوى الدوائر الحكومية، ولن نقبل أي مكرم لا يشترك فرع الاتحاد العام مع مكتب الشئون الاجتماعية في المحافظة, وحددنا لكل محافظة حسب حجمها ولم نترك الأمور (هوشلية) فالمحافظات الكبيرة أعطينا لها 3 أشخاص يكرمونهم سواء كان رجلاً أو امرأة والمحافظات الأقل كثافة أعطينا لها 2 والمحافظات الصغيرة واحداً. 

 الاحتياط من 200 إلى 300 مكرم 

<< كم عدد المكرمين هذا العام ؟ 

هذه السنة حسب الاتفاق سيتم تكريم 120 موظفاً وعاملاً من الجنسين على مستوى المحافظات عبر الشئون الاجتماعية والعمل والفروع في المحافظات، وسيتم تكريم بعض العمال والعاملات الموجودين في بعض الشركات الخاصة وهذه المرة وضعنا احتياطاً للمكرمين يمكن يصل 200 إلى 300 عامل مكرم. 

100 ألف ريال لكل عامل 

<< هل سيتم إعطاء العامل المكرم مبلغاً مادياً إلى جانب الشهادة؟ 

الشهادة صحيح حاجة كبيرة لكنها لا تكفي وقد اشترطنا أن لا يقل المبلغ المادي عن 100 ألف ريال لكل عامل مكرم كما أننا في طريقنا إلى تكريم بعض الشخصيات التي عملت وخدمت العمل النقابي سواء كانت موجودة على قيد الحياة أو قد توفاها الأجل، وحتى نكون منصفين أخذنا في حدود 6 أشخاص على مستوى الجمهورية، وبعضهم عاصروا العمل النقابي على أساس تكريمهم هذا العام, العمال نعتبرهم أبناء وطن واحد كانوا في المحافظات الجنوبية أو في المحافظات الشمالية ما عندنا هؤلاء من الجنوب أو من الشمال. 

 معايير التقييم 

<< ما هي المعايير التي يتم على أساسها اختيار العامل المكرم ؟ 

 هذه المعايير تختارها المحافظات وليس نحن لأننا موجودون في العاصمة وغيرنا موجود في المهرة فالذي هو أقرب ومطلع وعلى علم فهو الذي يختار المعايير لكن بالنسبة لنا نحن معاييرنا التي اخترناها كانت لمن قاد وأفنى حياته للعمل النقابي. 

النقابات أم الأحزاب 

<< ماهي أهم الصعوبات والسلبيات على مستوى النقابات؟ 

العمل النقابي لا بد أن تواجهه صعوبات وتحديات كبيرة للغاية نحن تحدياتنا ليست مع عمالنا أو موظفينا ولكن صعوبات تكمن أولاً في عدم فهم وزارة الشئون الاجتماعية والعمل لمفهوم العمل النقابي، وماذا تريده من العمل النقابي, وثانياً مع احترامي وتقديري لمدراء العموم في بعض المرافق والمؤسسات أو المصانع الذين تربوا وأؤكد تربوا على نمط معين بأنهم أصحاب القرار، وأن الناس عندهم كالخدم عندما ننشئ عندهم نقابات يفتكرون بأن النقابات ستحل محل الإدارة، وهذا تصور غلط, النقابات ليست حزباً النقابات هي التي أنشأت الأحزاب وبالعودة إلى 56 و1954م حين كانت الإضرابات توجد في مصافي عدن كان النقابيون ومن النقابات بدأت تتشكل الأحزاب وأنشئت الجبهة القومية, جبهة التحرير, حتى وصلت إلى أحزاب فالنقابات تعتبر الأم التي أسست الأحزاب, وكان سبب الإضرابات هم العمال مجموعة عبد الفتاح إسماعيل, من هنا بدأت فكرة الأحزاب وعلى هذا الأساس نحن نؤكد كل التأكيد بأن نقابات العمال ليست أحزاباً وأن النقابات تضم كل الأحزاب. 

ليسوا هواة إضرابات 

<< هل تعلمون بما يتم خارج الاتحاد من فصل تعسفي لبعض عمال النقابات بسبب المطالبة بحقوقهم؟ 

 نؤكد للإخوة الذين رفضوا وطردوا وفصلوا النقابيين وقيام العمل النقابي نقول لهم: خافوا الله نحن لسنا هواة إضرابات ولسنا هواة مشاكل نحن عمال نريد حقوقنا بالتي هي أحسن إلا عندما يصبح المجال مغلقاً، فمن حقنا أن نسلك الطرق السلمية والقانونية, قبل أيام جاء مدير مصنع للمواد الغذائية أنشأوا فيه لجنة نقابية يريد كشفاً بأسماء الذين حضروا الاجتماع من أجل يؤذونهم وبالفعل تم إيقاف أعضاء اللجنة النقابية. 

توجد بعض النقابات لم يتم الاعتراف بها من قبل الجهات التي يعمل لديها العمال، ومشكلتنا تكمن وأنا مازلت أؤكد مع الوزارة لأننا لا نريد أن ننشر غسيلنا في الخارج، نحن تعز علينا هذه السعيدة بلادنا، نحن عندما نكون موجودين في مؤتمرات دولية نحاول أن نلتزم الصمت في بعض الأحيان؛ لأنه لا نريد أن يفهموا عن اليمن أنها توقع على الاتفاقيات وتخترقها في نفس الوقت من الآن فصاعدا سنفضح وسنعمل كل شيء لأن كثر اللطم يعور العيون إلى متى سنظل ساكتين. 

نأتي إلى وزارة تشهر اليوم لجنة نقابية، وغداً تقوم بإلغائها خرجوا عن إطار القانون والنظام فمثلاً ما حصل في بنك سبأ أشهروا النقابة وثاني يوم تم إلغاؤها وثالث يوم المسئول الأول يريد فصل وطرد النقابيين, القانون رقم 35 لعام 2002م الخاص بالنقابات فيه بعض الفقرات يجب أن تصحح لأنه حرم العمل النقابي داخل الوزارات وعّرضنا لأشياء, نحن في حاجة لتدارك هذه الأمور لان الوضع تغير والناس عرفت وفهمت أشياء كثيرة، وعلى هذا الأساس نحن لا نريد أن نعكر أمزجة، نحن نريد أن يعطوا العامل حقه قبل أن يجف عرقه كنت في إحدى المرات في اجتماع في رئاسة الوزراء قلت أريد واحداً من الوزراء يعطي ابنته مكنساً ويخرجها إلى الشارع لتنظف هل يستطيع؟ لن يستطيع أي وزير عمل ذلك، فانظروا إلى البنات العاملات والتابعات لنقابات البلديات، انظروا إلى عمال النظافة الذين لم يثبتوا ولهم من 20 عاماً بالأجر اليومي، هناك من الأمور للأسف الشديد يجب أن تتنبه لها السلطات والمسئولون الذين بيدهم اتخاذ القرار لمثل هذه الأمور.

ضرورة معالجة المشاكل 

<< لماذا رفضت التحدث معنا وجعلتنا لأيام منتظرين بدون رد؟ 

ها أنتم فاجأتوني بالزيارة بعد صلاة المغرب، ولأني أعلم أن الحديث من أجل الحديث لا يجدي نفعاً، الناس يقرأونه ويرمونه، لكن لو كان هناك حديث واحد يطرح مشاكل العمال ويضعون له الحلول ما كانت الأمور وصلت إلى هذا الحال. 

عقليات متخلفة 

<< ما دور نقابات عمال اليمن تجاه العمالة غير المنظمة؟ 

 أصحاب العمل الحر كالباعة المتجولين والبساطين من أجل هؤلاء العمال الذين يفترشون الأرض ذهبنا إلى كل المناطق في أمانة العاصمة من أجلهم، وشكلنا لجاناً في باقي محافظات الجمهورية، ورأيت بأم عيني كأنني لست في صنعاء حتى في إسرائيل لن يفعلوا بالعامل كما رايتهم يعاملونه عندما يأتي أصحاب البلدية والجنود ويضربون العمال بالجزمات ويصادرون أحياناً بضاعتهم، ما يضرهم لو كلموه أو أخذوه بأدب، الله كرم الإنسان، ما زالت هناك عقليات متخلفة تقوم بإيداع العمال السجون. 

 تكريم أمين العاصمة 

<< ما خطتكم تجاه مثل هؤلاء العمال؟ 

اطلعت على بعض محاضر أن الأستاذ عبد القادر علي هلال، أمين العاصمة بدأ فعلاً ونحن مقدمين على تكريمه لأنه يستاهل كل خير وخاصة عندما بدأ واحتوى النقابة وعمل نقابة البساطين والبلديات. 

الموجودون في الحوار ليسوا ملائكة 

<< هل تم طرح مشاكل العمال على مؤتمر الحوار الوطني؟ 

عندي وجهة نظر في الحوار الوطني، أنه ما جاء إلا ليخرج البلد من المشاكل، ولا نفكر أن الموجودين في الحوار هم من الملائكة سيحققون لنا ما نريده من الغد، هذا غير وارد إلى أمد بعيد. 

<< هل تم تمثيل نقابات عمال اليمن في مؤتمر الحوار الوطني؟ 

الاتحاد العام بمكوناته وبأكثر من 2 مليون عامل وعاملة كأكبر منظمة جماهيرية متواجدة على الساحة اليمنية من أول منطقة شرقية محاذية لسلطنة عمان في حوف إلى مناطق شمال الشمال , للأسف الإخوة في اللجنة الفنية للحوار هم من بدأوا بغرس المناطقية، فقد وجهوا رسالة وطلبوا منا ترشيح أربعة عمال من الرجال. عامل وعاملة من الجنوب وعامل وعاملة من الشمال، ألسنا متوحدين وأبناء وطن واحد، فكيف واحد جنوبي وواحد شمالي، ورغم كبر هذا الاتحاد وحجمه أعطوا له 2 من العمال لماذا وقد رفعنا لهم قائمة بمجموعة أسماء واختاروا هم 2 هؤلاء الاثنين يمثلوننا وكأننا جمعية. 

 احتفالات مجرد تقليد 

<< كيف تنظر إلى الاحتفالات التي تقام سنوياً بعيد العمال؟ 

 هذه الاحتفالات مجرد تقليد ليعرف العالم أن لدينا عمالاً نعطيهم يوم إجازة، ويحضر كبار المسئولين لتكريمهم كتقليد ليس إلا، لكن فعلا حقوق العمال ما زالت مغتصبة. 

محاصصة حزبية 

<< ماهي الإجراءات التي يقوم بها الاتحاد تجاه ما يتعرض له العمال من حالات تعسفية من أرباب العمل؟ 

 نحن بحاجة إلى ثورة تقلب كل الموازين وعلى العمال الخروج فعلاً إلى صناديق الاقتراع، لاختيار من يتمتع بالكفاءة، وهنا سنضمن من يدافع عن حقوقهم بغض النظر عن المحاصصة الحزبية، التي أوصلتنا إلى مالا نتوقعه ، يجب أن يتم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب كما أن قوانين العمل بحاجة إلى إعادة نظر, أذكر عندما كنت في المحافظات الجنوبية كان اتحاد الفلاحين وغيره من الاتحادات هي التي تضع مشاريع وتصورات القوانين وليس مجلس النواب يضع القوانين علينا، نحن النقابيين وفق ما يريدوه وما يريد حزبهم, هذه المسودات يجب أن تخرج إلى العمال لمناقشتها وتطرح عليهم لإبداء آرائهم ومن ثم يرفعونها إلى مجلس النواب مع تقديري له يأتي شيخ لا يعرف شيئاً ليضع قانوناً للعمال. 

رفض العمل النقابي 

<< هل نقابة عمال اليمن لها الحق في التعامل مع شكاوى العمال ضد نقاباتهم أو إنزال لجان رقابية على تلك النقابات؟ 

 كيف انزّل لجنة رقابة والناس رافضين العمل النقابي وفصلوا بعض العمال وتوجد الآن مشاكل يومياً ونعيش هذه المشاكل والقضايا كلها, الناس تم فصلهم من أعمالهم، فلا وزارة تقف إلى جانبهم، وحتى وزارة حقوق الإنسان فصلت مجموعة من اللجنة النقابية لديها, هناك الكثير ولكن شكوانا إلى الله سبحانه وتعالى، فلان وفلان طلعوهم عمالة فائضة لأنهم في العمل النقابي. 

 تمجيد وكلام إنشائي 

<< لماذا لا تضعون هذه المسائل الخطيرة في يوم عيد العمال العالمي أمام مرأى ومسمع من المسئولين وجهات الاختصاص وكبار رجالات الدولة الذين سيحضرون الاحتفال؟ 

 نحن نريد هذه المرة أن يكون خطابنا غير خطاب الأمس، من القضايا التقليدية نريد نخرج منها خطابات التمجيد والتمليس كفاية، نريد أن نطرح النقاط على الحروف إذا هم فعلاً يريدون أن يقدموا خطاباً أما الكلام الإنشائي قد شبعنا منه وأصبح الناس ضاجين. 

الأوضاع تحتاج مرونة 

<< هل نعتبر ما تحدثتم به مبشرات لوضع حد لأولئك الممجدين للوعود والإنشائية والمجاملات أصحاب المراسيم التقليدية التي تجاهلت العامل الحقيقي والفعلي على أرض العمل؟ 

 صح.. أنا معك في هذا الكلام، ولكن الأوضاع تحتاج إلى مرونة في بعض الأمور، إن شاء الله قادمون على إقامة مؤتمر عام، ودورة انتخابية كاملة في العمل النقابي, نحن سنطلب في هذه الأيام لجنة خاصة في إعادة النظر في أدبيات وثائقنا العمالية ونظامنا الأساسي والدليلين الانتخابي والإرشادي والتصنيف المهني، نريد أن نبدأ من القاعدة صح، من اللجان النقابية إلى النقابات الفرعية إلى فروع الاتحاد إلى النقابات العامة إلى المؤتمر العام، نريد أن نجدد كفاية, نحن مع التغيير للأصلح، ونتمنى أن تكون الأجيال القادمة تفهم وتعي وتأتي بحماس ثوري للتجديد في العمل النقابي, نحن الاتحاد الوحيد في الوطن العربي الذي ما زال متماسكاً بكل قواعده وموحداً لم يستطع أحد أن يخترقه على الإطلاق، بالرغم من المنغصات الداخلية أو الخارجية.

الجمهورية نت

 

مواضيع ذات صلة :