جدل وتحقيقات نُشر

اليمن ..المنشآت الصغيرة فقدت أعمالها وما بقي منها معرض للإغلاق ..استطلاع

لا زالت المنشآت الصغيرة والمتوسطة هي المتضرر الكبير من الأزمات التي تعصف بالبلاد منذ سنوات , وهاهي اليوم تتلقى أكبر الخسائر والأضرار جراء عدوان التحالف السعودي الأمريكي على البلاد الذي يستهدف البنية التحتية للاقتصاد والخدمات الأساسية كالكهرباء والمشتقات النفطية والمصانع الحيوية وغيرها .
 
وقد أدى الحصار البري والجوي والبحري إلى تضييق الخناق على هذه المنشآت بل ووصل الأمر إلى إغلاق معظمها نتيجة التعرض للخسائر المتتالية وكان أبرزها انعدام الكهرباء كلياً منذ قرابة أسبوع واعتماد الكثير من المنشآت عليها مما أدى إلى تقليص عملية البيع والشراء ومحدودية الطلب من قبل المواطنين وبالتالي الخسائر الكبيرة والفادحة لمالكي المنشآت الصغيرة والمتوسطة بشكل مباشر ..
 
نتابع التفاصيل في اللقاءات التالية :
 
يعتبر الضرر الأكبر خلال عدوان قوات التحالف هو العدوان على الكهرباء والذي أدى إلى خسائر كبيرة لدى قطاع المنشآت الصغيرة كون مدخولها ليس بالقدر الكافي الذي يستطيع أن يعوض أي خسائر في البيع والشراء وهذا ما أشار إليه طه عطية عامل في محل للالكترونيات حيث يذكر أن عدوان التحالف السعودي الأمريكي أدى إلى قطع سبل الحياة من كهرباء ومشتقات نفطية وإمدادات غذائية وغيرها وهذا ما أدى بدوره إلى تقليص حجم البيع لدى عامة الناس وخصوصا في جانب الالكترونيات والتي باتت خارج سرب البيع والطلب من قبل المواطنين .
 
ويضيف عطية :إن العدوان على الكهرباء أثر بشكل مباشر على عملية البيع والشراء لكثير من أصحاب المحلات الصغيرة ومن يمتلكون المنشآت الصغيرة والمتوسطة , مشيراً إلى أن عملية الطلب في جانب الالكترونيات من قبل المواطنين اقتصرت فقط على الخوازن الكهربائية والمواطير والبطاريات وذلك لانعدام الكهرباء منذ ما يقارب 5 أيام دون أن تكلل الإصلاحات بالفائدة كون الاعتداءات لا زالت مستمرة من قبل العدوان الغاشم وكذلك حلفائهم في الداخل ممن ينطوون تحت عباءة القاعدة في محافظة مارب, مضيفاً أن هذا العدوان المستمر شكل عبئاً كبيرا على المواطن وحال دون وصول الخدمات الأساسية والمعيشية للمواطن بل وقطعها في محاولة لتأزيم الوضع وتوسيع رقعة الفوضى الخلاقة داخل البلاد .
 
 
20 لتراً بـ10 آلاف
 
صادق الشميري أحد مالكي أفران الخبز والروتي يتذمر من الوضع القائم تحت وطأة الحصار الغاشم والذي أدى إلى أزمات في الديزل وانعدام للكهرباء وهذا بدوره أثر على سير العمل لدى أصحاب ومالكي المخابز والأفران , ويؤكد الشميري أن المخبز تضرر نتيجة لانعدام الديزل وتوفره في بعض الأماكن ولكن بأسعار كبيرة جدا حيث تصل سعر الـ20 لتراً من مادة الديزل في الأسواق السوداء إلى 10 آلاف ريال وهذا فارق كبير بالنسبة للسعر الأساسي والذي يصل إلى 2000 ريال قبل العدوان على اليمن .
 
كلفة في العمل
 
وبالمقابل يذكر الشميري أن لديه مخبزاً آلياً آخر ويحتاج بشكل أساسي للكهرباء وقد افقده انعدام الكهرباء بهذه الفترة الطويلة خسائر كبيرة في البحث عن مادة البترول لتشغيل الماطور الذي يشتغل عليه المخبز وهذا زاد من كلفة العمل وزاد من حجم الخسائر لديه , وقد اضطر إلى تقليل حجم الخبز والروتي تفاديا - بالشيء القليل - للخسائر والربح بالشكل المعقول , ويضيف الشميري أن رفع سعر الخبز أو الروتي سيؤدي إلى تذمر الناس وعزوفهم عن الشراء وهذه أكبر خسارة تتلقاها المخابز والأفران .
 
ميزانية إضافية
 
ويشكل انقطاع الكهرباء عبئاً كبيراً على من يمتهنون الأعمال الحرفية ومن ضمنها النجارة والحديد والألمنيوم وذلك للانقطاع المستمر منذ 5 أيام متتالية ويلجأ أصحاب هذه الأعمال إلى شراء المواطير والتي تعمل أغلبها على مادة الديزل الذي ينعدم في أكثر الأوقات وبشكل متكرر, ويرى ضيف شرمان أن الديزل يشكل عائقاً على دخلهم الشهري حيث يضيف ميزانية أخرى إلى جانب كلفة الإيجار والنظافة وغيرها من المصروفات الشهرية وبخاصة الآن مع انعدام مادة الديزل بشكل شبه قطعي وارتفاع سعره في الأسواق السوداء .
 
خسائر فادحة
 
ويضيف شرمان: إن العدوان الغاشم على البلاد وحصاره البحري والبري والجوي كبد البلاد والعباد الخسائر الكبيرة وخصوصا أصحاب الحرف اليدوية والذين يتضررون بأبسط الأزمات , ويشير إلى أن انقطاع الكهرباء وغياب الديزل بشكل مستمر أعاق العمل داخل الورشة وأدى إلى خسارة الكثير من الزبائن والتي تأخرت أعمالهم نتيجة لغياب الديزل وانقطاع الكهرباء وهذا أدى إلى خسائر مالية كبيرة وجمد العمل داخل الورشة وذلك لتكاليف العمل من مصاريف ديزل ومصاريف للعمال وغيرها من الأشياء والتي جعلت بعض أصحاب الورش والمحلات يقفلونها خوفا من تكبد خسائر أكثر من السابقة.
 
أضرار كبيرة
 
وهناك من أصحاب المحلات من يتطلب وجود الكهرباء على مدار الـ24 ساعة وهم أصحاب الثلاجات والذين تضرروا كثيراً نظراً لاحتياج المواد الغذائية التي يبيعوها إلى التبريد وهذا لا يتم إلا بوجود الكهرباء بشكل متواصل , ويذكر أحد مالكي الثلاجات في منطقة شعوب صلاح النوبي أنهم تجرعوا الكثير من الخسائر جراء انقطاع الكهرباء وكذلك انعدام مادة الديزل بسبب عدوان التحالف السعودي الأمريكي على الوطن ومقدراته مما سبب تلف الكثير من المواد الغذائية كالدجاج المثلج وبعض الأجبان والألبان والتي تحتاج لبرودة عالية لبقائها صالحة للاستهلاك .
 
ويضيف النوبي انه اضطر إلى تخزين القليل من المواد الغذائية كونه غير قادر على توفير مادة الديزل بشكل مستمر خصوصا مع تواصل انعدام الكهرباء وخوفا من تلف هذه المواد الغذائية لأنه قد خسر بما فيه الكفاية حسب قوله .
 
الثورة نت 
 

 

مواضيع ذات صلة :