سياحية وترفهية نُشر

السياحة 2009.. إبتكارات وإكتشافات في مواجهة الأزمات

إمتلاً عام 2009 بالعديد من الأحداث والأزمات, ولحيويته تأثر قطاع السياحة بكل ما دار، فغلب عليه التأثر بالأزمات التي مر بها  العالم خلال العام والتي كان أشهرها الأزمة  المالية العالمية بالإضافة إلى إنتشار فيرس إنفلونزا الخنازير والعديد من الأمور التي تركت ظلالها واضحة عليه، إلا أن قطاع السياحة أبى أن يتضرر جراء هذه الأزمات، فلقد كان هناك ما ميزه هذا العام من إبتكارات عصرية هى الأولى من نوعها والتى إستطاعت أن تضمد بعض جراحه, كما حفل بإكتشاف العديد من الآثار في مختلف البلدان والتي كان لها مدولات تاريخية هامة.

سياحة عصرية

تميز عام 2009 بظهور العديد من المشاريع السياحية المبتكرة, بل وانواع جديدة من السياحة لم تظهر من قبل, وكان أشهر هذه الأنواع المستحدثة هي "سياحة الفضاء", والتي بات الإتجاه إليها يتزايد, حيث رغبة السياح الذهاب للفضاء في رحلات غير تقليدية, رغم أنها إقتصرت على طبقة محددة من المجتمعات.

وبالإضافة إلي أنواع السياحة المعروفة فقد ظهر بالهند نوع جديد من السياحة فيما سمي بـ" سياحة الطلاق", حيث إطلاق برنامجاً لمساعدة الأزواج على حافة الطلاق، عبر برامج سياحية متخصصة.

سياحة المقابر

أيضاً كان هناك "سياحة المقابر" في سان سالفادور, حيث قضاء مئات السياح أوقات بين الأضرحة عند تماثيل الملائكة والسيدة العذراء, حيث جذبت هذه المقبرة العديد من السياح ليتفقدوها فى جولات سياحية.

ومن ضمن المشاريع السياحية المبتكرة والجديدة من نوعها, ما كشفت عنه شركة إيرباص الفرنسية من تصميم وتصنيع أضخم طائرة خاصة على مستوى العالم, وهي من الضخامة والفخامة بحيث أنها ستكون بمثابة قصر طائر.

ومن بين الأشياء الغريبة في عالم السياحة هو ما به قام مسؤولين عن كنسية موجودة في منطقة سيدليتس التابعة لمدينة كوتنا هورا التشيكية, من تحويلها إلي مزار سياحي مزين بعظام البشر, يتوجه إليه السائحين من أنحاء العالم.

أيضاً في واقعة جديدة من نوعها أطلق كفيف بالأردن أول مكتب سياحي للمكفوفين يعمل بلغة بريل, حيث زود المكتب بأجهزة تعمل على نظام بريل للمساعدة علي مزاولة مهنة قطع التذاكر والقيام بالحجوزات للمسافرين.

متاحف تحكي تاريخ

تميز هذا العام بإنشاء العديد من المتاحف, كان أشهرها إنشاء المحكمة الجنائية العراقية متحف يعرض لأدوات ووثائق تدين نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وكان من بين المتاحف الغريبة والأولي من نوعها والتي أنشئت هذا العام, متحف للمراحيض, يتخصص في عرض مجموعة نادرة من المراحيض التاريخية, أيضاً كان من ضمن المشاريع المبتكرة فى هذا المجال هو تحويل روسيا أول كاسحة جليد ذرية في العالم, " لينين", إلي متحف وفندق في ميناء مورمانسك الشمالي الصيف المقبل.

وفي الأمارات كانت قد بدأت أعمال بناء "لوفر أبوظبي"، والذي يعد أول متحف عالمي في الشرق الأوسط وأول فرع للمتحف الباريسي الشهير.

وفي العاصمة الأميركية واشنطن, وعن شرور الشيوعية ورموزها, إفتتح متحف رقمي جديد عن الشيوعية, بعد 16 سنة من التجهيز.

أما في كوبا وبرعاية اليونسكو, إفتتح متحف يعرض لأربعة قرون تقريباً من العبودية للسكان من أصل إفريقي.

وفي فلسطين أقامت اللَجنة العليا لمتابعة شؤون الأسرى في مدينة رام الله بالضفة الغربية متحفاً لتخليد تراث الحركة الفلسطينية الأسيرة.

وقد إختارت المهندسة المعمارية الشهيرة زها حديد تصميم معاصر لمتحفها في روما , حيث حولت مبني ثكنة عسكرية إلي متحف يشبه الطبق الطائر قادم من الفضاء.

وفي ليبيا فقد تم إنشاء متحفاً مؤخراً يحمل إسم الدولة, ويعرض المتحف لمجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي تم جلبها من أهم المواقع الأثرية في ليبيا.

كما وافق وزير الثقافة المصري فاروق حسني على إقتراح المجلس الأعلى للآثار بتولي مهمة إنشاء أول متحف توثيقي لثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952 بالصوت والصورة.

عادوا من جديد

إرتدت العديد من المعالم الآثرية في محتلف البلدان حلة جديدة ساهمت فى تطويرها بالشكل الذي يساعد علي تدفق السياح إليها ..

وكان من هذه المعالم, برج القاهرة في مصر, فبعد عمليات ترميم إستمرت حوالي سنتين, أضاء البرج سماء القاهرة بعد إفتتاحه رسمياً بعد التطوير, والذي تضمن معالجة وترميم الخرسانة وإضافة عدد 3 أدوار هياكل معدنيه أسفل البرج، وإنشاء سلم للطوارئ، ومصعد للزائرين، وتطوير مدخل البرج وكذا تشطيب واجهات البرج واضافة اضاءة خارجية جديدة .

ومن المعالم الآثرية التي عادت للحياة سواء بعد أعمال تطوير أو بعد توقفها لفترة, كان هذه المرة " رأس تمثال الحرية الأمريكي" , حيث أعلنت سلطات مدينة نيويورك الأمريكية، أنه سوف يستقبل زائرين للمرة الأولى منذ أحداث 11 سبتمبر 2001.

وفي العراق وبعد إغلاق دام لسنوات, تم إفتتاح المتحف الوطنى العراقي وسط إحتفالات رسمية, وذلك بعد تأهليه إثر تعرضه للنهب والتخريب.

وفي برلين, وبعد عشرة أعوام من أعمال الترميم, تم إعادة إفتتاح متحف برلين للحضارات الحديثة الذي يعرف بالمتحف الجديد, حيث شاركت حوالي 300 مؤسسة مختصة بالبناء وترميم الآثار بإعادة ترميم المتحف المذكور بكلفة وصلت الى حوالي 200 مليون يورو.

إكتشافات أثرية

كان هناك العديد من الإكتشافات الآثرية في معظم الدول, تدرجت في الأهمية , وكان من بين هذه الإكتشافات في مصر, ما عُثر عليه في منطقة سقارة من تابوت جرانيتي يحوي بقايا مومياء الملكة شيشتي أم الملك تستي, كما أسفرت أعمال التنقيب للبعثات المصرية عن إكتشاف هام, يعد الأول من نوعه, حيث تم العثور علي ميناء نهري ثاني بمعبد الكرنك.

وفي شمال سيناء تم إكتشاف عن أربعة معابد فرعونية من عصور الدولة الحديثة للأسرتين الثامنة والتاسعة عشرة, أيضاً تم العثورعلي رأس تمثال منحوت من الالباستر لكليوباترا وعلي قناع يعتقد أنه خاص بمارك أنطونيو غرب الإسكندرية.

تماثيل أثريه..

وبجوار السلم الغربي للمتحف المصري بالقاهرة, تم العثور بالصدفة علي خبيئة من الآثار مدفونة تضم حجراً جيريا وتماثيل أوشابتي, كما تم العثور بعد أيام على قطع آثرية جديدة بجوار السلم الغربى للمتحف المصري أيضاً.

كما تم الإعلان عن إكتشاف آثار مدينة سكنية تعود إلي 4500 عاماً فى غرب القاهرة, وهى تعود للأسرة القديمة "2687 - 2191 قبل الميلاد, وفي العراق عُثرت وسط مدينة تكريت على مجموعة من الإكتشافات الآثرية يعود تاريخها إلى ألفي عام, وقد ضمت خواتم نحاسية وأحجارا كريمة وفخاريات وزجاجات رسم.

وفي لبنان, تم إكتشاف سلسلة من المقابر الآثرية يرجح أنها تعود للعهد الروماني وملامح من أحد النواويس وبعض العظام البشرية.

كما تم إكتشاف قطعاً آثرية فخارية وحجرية ومعدنية ووحدات تعود إلى ألفي سنة في موقع الحجر الآثري بمدائن صالح في السعودية, وفي الصين تم الكشف عن 903 مواقع للآثار القديمة في مدنية تشانغجياكو, حيث تحتوى على 535 موقعاً للبقايا القديمة و59 موقعاً للمقابر القديمة و290 موقعاً للبنايات القديمة و18 موقعاً للآثار التاريخية.

وفي سوريا تم العثور علي موقع توضع مدينة الرفنية الآثرية المفقودة منذ مئات السنين تحت التراب بمنطقة بعرين في حماة علي مساحة ثلاثة هكتارات, وتم الكشف في القدس عن مبنى آثري قديم يعود تاريخه إلى القرن الثالث الميلادى بالقرب من مدينة القدس القديمة, فى مدينة داود, كما تم إكتشاف معالم مدينة آثرية قديمة كانت مغطاة بالرمال، تعود إلى عصر فجر السلالات السومرية الثاني في محافظة ذي قار .

وفي ليبيا تم العثور علي مدينة تحت سطح الأرض تعود إلى العصر الرومانى، على ساحل برقة الشرقى فى ليبيا, وتقع بين مدينتى درنة وبومبا، بالقرب من طبرق.

تهريب الآثار..

قضية كبيرة واجهت قطاع السياحة, وهي تهريب الأثار وسرقتها, وما يدور بعدها من محاولات إستردادها والتي تنجح أحياناً وتبوء بالفشل أحيان أخري.

ففي مصر كثر الحديث عن المحاولات العديدة لإسترداد الأثار المنهوبة من الخارج, وكان أكثرها إثار للجدل هذا العام, هو محاولة إستعادة تمثال رأس الملكة نفرتيتي من برلين, وحجر رشيد من بريطانيا واللذان لم يعودا حتي الآن, في ظل تمسك الطرفين بأحقية إمتلاك كلاً منهما... إلا أن الأمر تطرق بأن اعلنت مصر إستعدادها للتنازل عن العودة النهائية لهذه الآثار مقابل إقتراضها لفترة محددة مع ضمان إعادتها مؤخراً لهذه الدول, غير أن ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً بشأن تمثال الملكة نفرتيتي هو رفض الجانب الألمانى إعادة التمثال وذلك خوفاً عليه لكونه ليس بحالة جيدة.

وكانت قد أعلنت مصر وقفها التعاون الآثري مع متحف اللوفر لحين إعادته لوحات فرعونية كانت قد سُرقت من جدران مقبرة في البر الغربي في الأقصر, وهو ما أدي بعدها لإعلان باريس الموافقة من حيث المبدأ على إعادة القطع الآثرية.

وقد سلم الرئيس الفرنسي نظيره المصري مؤخراً الخمس لوحات, التي كانت قد سرقت خلال الثمانينيات من مصر, وظهرت فى أحد قاعات متحف اللوفر خلال الألفينيات.

وأيضاً كان من بين الآثار التي طالبت مصر بإستردادها, 212 قطعة أثرية من متحف "أوسترجوتلاند" في العاصمة إستكهولم , كماً أجرت إتصالات هاتفية مع أمريكا، لإستعادة تابوت مصري موجود لدي سلطات الجمارك الأمريكية بمدينة ميامي.

وضمن إطار جهود الدول للمحفاظة علي آثارها كانت المحاولات عديدة لمنع تهريبها خارج البلاد, ففي فلسطين تمكنت شرطة السياحة والآثار ببيت لحم من ضبطت 176 قطعة نقدية آثرية.

وفي الجزائر, إستطاعت قوات الدرك الوطني إفشال محاولة تهريب 66 قطعة نقدية وأثرية بمحافظة عناب, وفي لبنان, تم إستلام قطعة آثرية ثمنية من سويسرا عبارة عن رأس رخامي روماني من الطراز الإغريقي.

طعنات وجهت لقطاع السياحة

 

انفلونزا الخنازير تلاحق قطاع السياحة

مرت بهذا العام العديد من الأزمات والتي كان لها أثر واضح علي قطاع السياحة, وكان أشهر هذه الأزمات هي الأزمة المالية العالمية والتي أدت إلي ركود حركة السياحة لفترة من الوقت إلا أن الجهود التي بذلتها الدول للتصدي لهذه الأزمة أحدثت عودة نسيبة إلي سالف العهد.

ففي بريطانيا على سبيل المثال, فقد إنخفض عدد السائحين القادمين, بنسبة 5 % , وفي روسيا غير الكثير من السائحين الروس وجهة رحلاتهم من المناطق الراقية إلى مناطق ومنتجعات أقل تكلفة, وفي مصر, لم يتعدي تأثير الأزمة المالية الحالية على قطاع السياحة عن نسبة 5 .4 % .

وبالنسبة للنقل الجوي, فإن الإتحاد العربي للنقل الجوي, لم يتأثر بالأزمة العالمية تأثراً كبيراً، إذ لم تتجاوز خسائره 500 مليون دولار.

مرض جديد هاجم قطاع السياحة انهك, ألقي بظلاله شديدة القتامة علي القطاع.. إنلفونزا الخنازير", فقد أعلنت بلدان عدة رفع حالة الطوارئ بسبب إنتشار الفيرس, وقد تراجعت أسهم شركات النقل الجوي ووكالات تنظيم الرحلات السياحية في البورصات.

وسار الإتجاه نحو إلغاء الرحلات إلي عدة بلدان كالمكسيك وأمريكا وبريطانيا, وتوقعت منظمة السياحة العالمية أن حالة من الركود ستصيب في العام 2009 السياحة الدولية.

وعند الدرجة التي أعلن عنها وصول إنفلونزا الخنازير إلي وباء عالمي, فقد إتخذت بعض الدول قرارات حازمة لتلافي الإصابة, فقد قررت بعضها تأجيل فريضة الحج والعمرة لحين إنحسار المرض, كما قرر وزراء الصحة, إعتماد وتنفيذ التدابير الصحية العمومية للحماية من الوباء.

ومن الأحداث السياسية التي أثرت علي القطاع السياحي, ما وقع علي غزة من عدوان إسرائيلي, ففي غزة, بلغ إجمالي الخسائر الإقتصادية المباشرة في قطاع غزة جراء العدوان مليار وأربعمائة ألف دولار.

وفي مصر كانت فنادق مدينتى طابا ونويبع مهددة بالإغلاق بسبب القصف الإسرائيلى لقطاع غزة والأزمة المالية العالمية, وفي الأردن, ألغيت بعض الحجوزات لشهر يناير.

وكان أيضاً من الأحداث التي ألقت بظلها على القطاع السياحى ببعض الدول, أعمال عنف , أحداث إرهابية أو تفجيرات..الخ, وكانت من هذه الدول, اليمن, حيث تعرض قطاع سياحتها لعدة من ظاهرة إختطاف, إلي المشاكل التي يواجهها القطاع متأثراً بالأزمة المالية العالمية وتسريح موظفيه..إلخ, وقد أدي ذلك إلي إلغاء التفويج السياحي على اليمن، وسط توقعات بتوقف 53 ألف سائح أجنبي عن القدوم إلى اليمن مقارنة بالعام الماضي.

أيضاً شهدت مصر تفجيرات بحي الحسين والذي أثر على قطاع السياحة سلبياً, خاصة وأن المصابين كان معظمهم من الأجانب الفرنسيين, وهو ما أدي إلي عودة غالبية السائحين الفرنسين إلي باريس.

وكعاته كل عام إنطلق مؤتمر الآثاريين العرب واضعاً نصب عنينه قضايا المساس بالأثار في مختلف الدول, حيث إلتقي قرابة 60 أثريًا, يناقشون مائة بحث في مجال الدراسات الآثرية وترميم الآثار, بالإضافة إلي مناقشة الإعتداءات علي التراث الفلسطيني والآثار العراقية.

الأقصر

وتذيلت أحداث عام 2009 السياحية بالنسبة لمصر, في قرار الرئيس المصري محمد حسني مبارك بتحويل, مدينة الأقصر, متحف التراث المفتوح, إلي محافظة لتكون بذلك المحافظة الـ29 لمصر, وقد عين الدكتور سمير فرج أول محافظ للأقصر.

ونفذت بالاقصر مشروعات خطة التنمية الشاملة من أجل تحويلها إلى متحف عالمي مفتوح بتكلفة تجاوزت مليارين و200 مليون جنيه.

 

محيط

 


 

مواضيع ذات صلة :