ثقافة وفنون نُشر

خلاف حاد في نقابة الصحفيين التونسية حول تقرير سنوي حول الحريات الصحفية

Imageالحكاية بدأت يوم 4 مايو 2009 عندما دعى المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

إلى ندوة صحفية لعرض تقرير سنوي عن الحريات الصحفية في البلاد تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة ومحافظة من النقابة على تقليد دأبت عليه النقابة منذ كانت جمعية أي منذ ثمان سنوات، و لكن جوّ من المشادات الكلامية والعراك وتبادل للتهم ساد على أعمال الندوة التي علّقت دون أن تبدأ.
فقد حاول جمع قليل من الصحفيين التشويش على مجريات الندوة الصحفية ومنع رئيس النقابة من الإجابة على أسئلة الصحفيين رافضيين ما جاء في التقرير من نقد للوضع الصحفي في تونس.
 فقد انتقد رئيس النقابة الوضع الصحفي في تونس و وصفه بالهش و أكد أنّ واقع الحريات في تونس يشكو عديد الصعوبات أمام التضييقات التي يتعرض لها الصحفيون و أمام الاستغلال المفرط من قبل بعض أصحاب المؤسسات الإعلامية لمجهودات الصحفيين و إهدار للمال العام.
و لم يرق هذا الانتقاد لبعض لثلة من الصحفيين الذين يصفهم زملائهم "بالتبعية والولاء لعدد من دوائر تابعة للحكومة والاستخبارات التونسية".
و قد تطور الخلاف ليتعرض نقيب الصحافيين إلى محاولة اعتداء بالعنف من قبل الصحفي كمال بن يونس رئيس لجنة "أخلاقيات المهنة الصحفية" التي أعدت تقريرا محالفا لتقرير النقابة و الذي يصف الأوضاع بأنها جيدة، هذا و قد دعا عدد من الصحافيين المحسوبين على الحزب الحاكم إلى عقد مؤتمرا صحفيّ مواز بأحد النزل القريبة من مقرّ النقابة لعرض تقرير الذي أعدته "لجنة الحريات" التابعة للنقابة الذي رفض من قبل المكتب التنفيذي و لم يقع اعتماده إلاّ بصفة مقتضبة ، و عندما فشلت هذه الجهود حاولوا منع الندوة المقررة في النقابة من الانعقاد.
هذا و تشهد الساحة الإعلامية التونسية هذه الأيام تحركات عديدة بين داع لسحب الثقة من المكتب التنفيذي الحالي للنقابة و بين متمسك بالممثل الشرعي للصحافيين ممثلا في المكتب التنفيذي الحالي الذي انتخب بالأغلبية في أول انتخابات في أول دورة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي شهدت النور منذ قرابة سنة و بضعة أشهر.
و تبعا لهذه الأحداث يرى جل الصحفيين رغم أسفهم لكل هذه الخلافات فإن الواضح أن الساحة الإعلامية تشهد تطورا نحو الرغبة في تغيير الوضع الراهن للصحافة التونسية والذي صنفها تقرير "حرية الصحافة في العالم 2009" في المرتبة 176 و تأتي هذه الخلافات في الرأي لصالح الصحافة التونسية التي بدأت تدخلها بوادر الديمقراطية و الرغبة في تحسين وضع الحريات الصحفية بها.


 

مواضيع ذات صلة :