ثقافة وفنون نُشر

إكتشاف أكبر مدينة عسكرية محصنة غربي قناة السويس تعود إلى ما قبل الميلاد

Imageأعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية زاهي حواس أن بعثة مصرية كشفت عن أكبر مدينة عسكرية محصنة تعود للأسرة 26 "664 - 625 قبل الميلاد" غربي قناة السويس فيما يعتبر أضخم منشأة عسكرية شرقي الدلتا.
 وقال حواس إن "البعثة المصرية العاملة في تل دفنة ضمن حدود محافظة الإسماعيلية "130 كلم شمال شرق القاهرة" كشفت عن بقايا أكبر مدينة عسكرية من عصر الأسرة 26 بمنطقة آثار تل دفنة بين بحيرة المنزلة غربا وقناة السويس شرقا".
وأشار إلى أن "هذه المنطقة تقع على بعد 15 كيلومترا غرب مدينة القنطرة التي كانت تحتل مكانا متميزا في الجزء الشمالي الشرقي من الدلتا واستمرت كذلك لزمن طويل كونها الميناء الذي يستقبل تجارة الشرق بالإضافة إلى وقوعها علي الطريق التجاري الحربي القديم "طريق حورس الحربي" الذي كان في عصر الدولة الحديثة وخصوصا عصر الأسرتين 18 و19 الذي يربط مصر ببلاد الشرق".
وأضاف حواس "وهذا جعل من موقع مدينة دفنة محطة استراتيجية هامة استغلها ملوك العصر المتأخر "747 -525 ق.م" وبالأخص ملوك العصر الصاوي "الأسرة 26" للدفاع عن البلاد وحماية الحدود الشرقية لمصر من الغزاة.
وأكد زاهي حواس أن "رمسيس الثاني ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة "1279-1212 ق.م" اختار تل دفنة لتشيد قلعة أو مدينة محصنة على الحدود المصرية الشرقية لصد هجمات المعتدين كما أنه خلال عصر الملك بسماتيك الأول "664 -610 ق.م" شيد عددا من التحصينات العسكرية لصد هجمات الإثيوبيين وفي ماريا بالساحل الشمالي لصد هجمات الليبيين كما شيد الملك بسماتيك حصنا في منطقة آثار دفنة وهو الحصن المكتشف لحماية حدود مصر الشرقية من الأعداء".
وأضاف أن "المنشآت التي تم الكشف عنها في تل دفنة ترجع في معظمها إلى عصر الملك بسماتيك الأول أهم ملوك الأسرة 26".
ومن جهته قال رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري ورئيس بعثة التنقيب المصرية محمد عبد المقصود إن "مساحة القلعة المكتشفة تبلغ 380م×625م ويبلغ عرض السور 13م وهي بذلك تعد من أكبر القلاع المكتشفة في شرق الدلتا علي ضفاف الفرع البيلوزي للنيل والأسوار مبنية بالطوب اللبن".
وأضاف "وكشفت البعثة هذا الموسم عن معبد كبير يتكون من ثلاث صالات متتالية بمساحة إجمالية 182م× 76م والمعبد مبني من الطوب اللبن ويعد أكبر المعابد المقامة في شرق الدلتا على مساحة كبيرة جدا وبأسوار ضخمة".
وقال عبد المقصود إن "من أهم ملحقات المعبد مجموعة ضخمة من المخازن في الجانب الشرقي من المعبد عددها 15 مخزنا مساحة كل مخزن 36م×6م وكذلك مجموعة من المخازن في الناحية الجنوبية عددها سبعة مخازن مساحة كل مخزن 57م×8م لتخزين الحبوب والغلال والأواني والأسلحة".
كما تم الكشف عن قصر صغير في الجانب الشمالي الشرقي من المعبد يحتوي علي ثمان غرف وتبلغ مساحته الكلية 14م×15م ومبني من الطوب اللبن. وكشفت البعثة أيضا عن عدة نظم لصرف مياه الأمطار داخل المباني الأثرية وداخل المخازن تتكون من أنابيب من الفخار تنتهي بمجموعة من الأواني الفخارية وضعت بشكل رأسي لتصريف المياه علي عمق ثلاثة أمتار في الرمال في باطن الأرض بطريقة محكمة.

وضمن السياق عثرت البعثة على العديد من الأواني الفخارية وأغطية الأواني المحلية والمستوردة والتي تشير إلى نشاط تجاري كبير بين مصر وبلاد الشرق واليونان ومن أهمها طبق من الفخار الأبيض عليه سطر من الكتابة الديموطيقية وجرار عليها زخارف عبارة عن خطوط سمراء وحمراء بالإضافة إلى العديد من أحجار طحن الحبوب التي تنتشر في جميع وحدات الموقع.
 كذلك تم الكشف عن تميمة علي شكل عين الأوجات من الفاينس وأجزاء من مكاحل من الالباستر والعديد من رؤوس السهام البرونزية التي تشير إلى الطبيعة العسكرية للموقع وتشير ضخامة الجدران إلى أن مدينة دفنة كانت من أكبر المدن في شرق الدلتا في العصر المتأخر في عصر الأسرة 26 على الإطلاق.


المصدر وكالات


 

مواضيع ذات صلة :