آراء وأقلام نُشر

يا عزيزي ..كلهم فاسدون!!

جاء((جوزيف استرادا)) إلى الحكم في الفلبين،على أثر أنظمة حكم فاسدة نخرت البلاد والعباد..وقد استبشر الناس هناك خيرآ،لاسيما أنه من كبار الفنانيين،والطبع في الفنان الكبير السمو والرفعة..

غير أن ((استرادا)) صار أكثر فسادآ من جميع سابقيه بما فيهم ((ماركوس))وزوجته((ماتيلدا))!!

واعتلى ((عبد الرحمن واحد))عرش الرئاسة في أندونيسيا على أثر الإطاحة الشعبية الجامعة بنظام حكم ((أحمد سوهارتو)) الذي كان أعتى أباطرة الديكتاتورية والفساد بين قادة القرن العشرين..وما هي الا سنتان  وبضعة شهور حتى فاحت رائحة الفساد النتنة من جيوب الرئيس الكهل!!

وأطاح ((رولان كابيلا))بديكتاتور وفاسد الكونجو الأشهر ((موبوتو سييسي)).. وقد حاول الرئيس الجديد أن يعيد إلى الذاكرة التاريخية رصيده الثوري كرفيق نضال قديم لأشهر وأشرف مناضل أممي عرفه تاريخ الثورات التحريرية(( أرنستو تشي جيفارا))..

غير أن المناضل القديم لم يلبث أن زعماء الانقلابات وزعماء الانتخابات –على السواء-يلتقون في محور مشترك هو التورط في فضائح الفساد،أكان فسادا ماليا أو سياسيا أو أخلاقيا..إلخ!!

...........................

من فضل ربي!!

تؤكد مصادر دولية وثيقة أن 358شخصآ يحوزون 45 في المائة من ثروات العالم!

طبعآ،ليس بين هؤلاء يمني واحد..فالأحصورة في الأشخاص الذين حازوا الثروة من جبينهم و((حلال))عملهم..أما أثرياء هذا البلد (عدا قلة قليلة لها تاريخ مشهود في عالم المال والأعمال)فثرواتهم مكتسبة من عرق جباه الآخرين أو من فائض قيمة الفساد الرسمي وشبه الرسمي!

ففي اليمن ،انكسرت قارورة النظرية التاريخية القائلة بأن حيازة الثروة تؤدي إلى حيازة السلطة(من يملك الثروة يملك السلطة)..فانقلبت معايير هذه النظرية إلى عكسها تماما..

وفي اليمن يشيد الثري قصورا منيفة لينقش على بوابتها عبارة(هذا من فضل ربي))في كذب مبين على الله ورسوله وأمة محمد وعيسى وموسى أجمعين !!

...........................

الرشوة.. والإعدام!!

الرشوة هي أحد الأركان الحمسة للفساد الإداري والمالي..أما الأركان الأربعة الأخرى فهي :التسيب..المحسوبية..النهب والتخريب..

ولم يسلم شعب على هذه الأرض، ولا سلمت دولة من ظاهرة الرشوة التي يذكر التاريخ أول واقعة ملموسة لها بمأساة اغتيال المسيح عليه السلام..

وقد تعددت فنون الرشوة-اليوم- حتى صار لها ألف شكل ولون وألف أسلوب ولبوس.

والدولة التي تستشري فيها الرشوة- حتى لا تعود تستطيع منعها فكاكا-تحفر مقبرة أجيالها بأظافرها..

وذات يوم صدرت عقوبة الإعدام-في بلد كان يسمى الإتحاد السوفيتي- بحق متعاطي الرشوة..وصادف أن قابل الرئيس الأمريكي رونالد ريجان نظيره السوفياتي ميخائيل غورباتشوف،فقال له (إن هذه العقوبة القاسية تدل على أن حياة الإنسان عندكم لا قيمة لها))!!

فأجابه الزعيم السوفياتي (حقا إنها عقوبة قاسية..لكننا يوم أصدرناها،لم تحدث لدينا حالة رشوة واحدة،فلم نحتج إلى تطبيقها))!!

...........................

حتى أنت يا..حرمة!!

ظللت أؤيد تمكين المرأة من شغل المناصب العليا في الوزارات والمؤسسات،لاسيما ذات الصلة بالمال العام والإيرادات الضخمة وماضي حكمها.. فقد كان اعتقادي راسخا بأن النساء إجمالا- ونساء اليمن بالذات- بعيدات كل البعد عن الفساد بأشكاله كافة، والفساد المالي والإداري على وجه الخصوص..

غير أن تصريحا أدلت به القاضية نورا ضيف الله (رئيس نيابة الأموال العامة في عدن)زلزل هذا الاعتقاد في رأسي وحطمه في وجداني.. فقد أشارت إلى تورط قيادات إدارية نسائية في قضايا فساد !!

وهكذا... تساوت المرأة مع الرجل- في هذه البلاد- في كل الأشياء حتى الفساد !!


wareth 26@hotmail.com

 

مجلة الاستثمار العدد 39 مارس 2012م



 

مواضيع ذات صلة :