آراء وأقلام نُشر

21 فبرايــر

21 فبراير 2012 سيبقى من الأيام العظيمة التي يخلدها التاريخ في حياة اليمنيين مضافا إلى تلك الأيام التي صنعها هذا الشعب المكافح بإرادته وعزيمته التي لم تلن يوما على امتداد نصف قرن أو يزيد وحقق خلالها انتصارات مذهلة على طريق التحرر والانعتاق، وانتزع فيها عزته وكرامته وحقه في الحياة من براثن الجبروت والطغيان .

لقد صفق العالم انبهارا وإعجابا بالشعب اليمني، وانحنى له تقديرا وإجلالا مرات ومرات ، عندما أطاح بحكم الطاغوت الإمامي في سبتمبر 1962، ولما أطلق ثورته المسلحة ضد الاحتلال بعد أقل من عام حتى أجبره على الرحيل في 30 نوفمبر 1967.. ومرة أخرى عند إعادة لحمته وتوحد شطريه في  مايو 1990 بينما كانت الشعوب تتمزق وتتشطر.

وصفقوا له مرة ثالثة ورابعة وخامسة وهم يشاهدون نجاحه المشهود في أول تجربة انتخابات برلمانية بعد الوحدة تأكد لهم فيها أنه شعب يعشق الحرية ويتوق للتغيير، ويعرف كيف يمارس حقوقه الديمقراطية حتى وهو يملك من قطع السلاح ما يساوي ضعفي عدده.

أبعد هذا كله، هل من يراوده شك في أن شعبا كهذا يمكن أن يتردد لحظة في المشاركة والإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية المبكرة وهو على يقين من أن هذا الصوت سيصنع تاريخا جديدا لليمن يتحقق فيه كل ما كان يمني نفسه به، ويترجم تطلعاته المشروعة للعيش الكريم في وطن يتساوى فيه الجميع أمام العدالة والقانون، وتذوب فيه الفوارق بين الكل، ولن يبقى فيه فرق بين يمني ويمني إلا بمدى ما يبذله من أجل الوطن .

فلنمض معا نحو التغيير الذي ننشده، ولنجعل من يوم 21 فبراير يوما تاريخيا جديدا في حياة اليمن واليمنيين ومثار دهشة العالم الذي يترقبه بحذر، حتى نثبت له فعلا أن الشعب اليمني الذي صفق له من قبل يستحق التصفيق دائما. 


  *مدير تحرير صحيفة  «26 سبتمبر»


مجلة الاستثمار العدد 39 مارس 2012م


 

مواضيع ذات صلة :