آراء وأقلام نُشر

شخصية الرئيس هادي كعامل تجاوز لتحديات المرحلة

هل نستطيع القول الآن إن اليمن في عهد الرئيس عبد ربه منصور هادي تجاوزت مراحل الخطر ؟ وإن بإمكاننا الانطلاقة الاقتصادية.

إذا ما قمنا بعملية تقديرية لما أنجزه الرئيس رغم الفترة القصيرة لتوصلنا بتحليل معمّق إلى أهمية الاختيار لشخص هادي كخيار وحيد وإجماعي فعبد ربه منصور لم يسع إلى كرسي الرئاسة وقد أعرض عن توليه ابتداء لكنه قبل أخيرا باعتبارها مسئولية إنقاذية مُلحة كان الاختيار الضرورة 

لو أنه رفض السير في إجراءات التسوية المفضية لتقلده سدة الحكم لما اتفقت الأطراف المعنية على بديل جامع فهو هنا يبتذر نفسه وينذرها لخلاص اليمن، ثم بعد ذلك وقد صار رئيساً كان يجلس على كرسي من نار، ويزرع النظام المنزوع من سلطته الأشواك والعراقيل بما لا يحتمل فكان متوقعاً انسحابه وأن يتراجع لكنه هنا يتجلى بأهمية إنجازه بالصبر وليس بالصبر مجردا ولكن مقروناً بالبصيرة، بإعلانه المضي قدما  في إنجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية ، وإدراكه طبيعة وعورة الطريق وصعوبته وعزمه الانتصار على العوائق والمعيقين.

هذه المواقف أوقفت الاحتمالية المحققة في صبر البلاد على الحرب، وانزلاقها إلى الفوضى والتفكك.

استقرار العملية السياسية بانتقال السلطة على هذا النحو لا شك أسهم في إنجاز المرحلة الأخطر.. والبدء في المرحلة التنفيذية في بسط الشرعية على الواقع كتأسيسات لما بعد المرحلة الانتقالية.. وهي المرحلة الطبيعية المستندة على نتائج الحوار الوطني المنجز للدستور، ومؤسسات الدولة المنتخبة سابقاً له ومتزامناً معه هيكلة الجيش المؤدي لنشوء مؤسستي القوات المسلحة والأمن المحصنة والوطنية وقد بدأ الرئيس عملياً في تهدئة الأوضاع الأمنية وإزالة المتاريس على الأرض، وأجرى بعض التغييرات كما ظهرت المقدمات الأولى التحضيرية للتواصل تهيئة للحوار الوطني.

خطاب الرئيس هادي أمام الكلية العسكرية يؤسس لمرحلة جديدة أعاد الثقة بقدرة الرئيس في إدارة البلاد مسنوداً بشرعية شعبية انتخابية، ومدعوما من المجتمع الدولي والإقليمي وهو ما سيشيع  روح التفاؤل باستقرار سياسي يشجع على تعافي الاقتصاد الذي عانى من ركود وجمود، وتحرك بيئة الاستثمار نحو الانتعاش.

يبدو أن المراهنين على العودة إلى العهد السابق بكل اسقاطاته لن تنجح رهاناتهم.

إن المستقبل قد بدأ يتخلق وستكتمل ولادته كاملا واعداً بالتغيير نحو الأفضل، والفرصة المثلى تسنح الآن ... لكن كل ذلك رهن بالتفاف الجميع حول استحقاقات التغيير المنشود ، وتفويت إهدار الفرصة الأوفر من قبل أولئك الذين يقاومون التغيير، أعداء الحياة الكريمة، وحلفاء الاستبداد والتخلف .

إن الامة اليمنية الجديدة تولد الآن ، إن شمس عهد صبح قادم تشرق .


 * رئيس مركز دراسات المستقبل


مجلة الاستثمار العدد (40) مايو 2012م



 

مواضيع ذات صلة :