آراء وأقلام نُشر

يا اهل جنيف فاتكم القطار !!

 

 لم اكن اتصور يوما اني سازور جنيف كواحدة من اكثر المدن التي عرفتها لكنها ظروف الربيع

وجنيف مدينة ترغمك على ان تلتزم الهدوء والصمت طوال اليوم وتدمن الانترنت -- كل شيء هنا اليا والنت اساس الحياة ومتوفر بالشارع

الغصة ان تجد على الشوارع الخلفية هذا القهر العربي لشباب من عواصم عربية هربن وهربو بأحلامهم الى سويسرا المثيرة للشجن

ولكن سويسرا مثل اي بنك لا يعرف التفاهم إلا بالنقود وأنت هنا رقم على بطاقة ممغنطة اسمها الفيزا كارت ما عدا ذلك لا قيمة لك !!

في الطريق الى منترو وكم هي جميلة مدهشة وبحيرة تشاركك الصمت والحلم بالقادم الجميل

احب هذه الجبال الملتوية والشوارع الضيقة وأعيد رسمها في مخيلتي دوما وأشكل مدينتي الجميلة تعز في ذهني وأنا ارسم التفاصيل مع الامنيات - ماذا لو عملنا مثل هذه في تعز !؟؟

ويأخذني الخيال الجميل وابدأ اخطط

هذه مثل شوارع تعز القديمة الى قلعة القاهرة وهذه الضبوعه وجبلها الصغير وهذه طلعة المستشفى

هنا ننقذ سوق الصميل

وهنا نعيد لوحة باب موسى وحارة الميدان وهناك ننطلق الى حذران وبعد التخلص من اكبر زبالة في التاريخ واصحو على رسالة بالتلفون

( اشتباكات بساحة الحرية واضراب لعمال النظافة وووووو )

ويتدمر الحلم واعود ثانية الى صدمة الواقع !!

في القطار كدت ان اذوب وانا ابحث عن التذكرة الالكترونية التي نسيتها والجميلة المتابطة لحقيبة جلدية تنتظر مني ابراز التذكرة فهذه الحسناء المبتسمة في وجهي تعمل مفتش تذاكر اي بالمصري - كمساري - وباليمني تقوم بدور مساعد سائق الدباب الذي يلم الخمسين ريال من الركاب ويتعلق بباب الباص وكانه سقط متاع وبقايا من حطام ؟!! والمقارنة محزنة ومضحكة

هنا صبية بالعشرينات تشبه فتيات الاعلانات لو مرت بشارع عصيفرة مثلا لتحول الى ربيع يتفجر ولو مرت بباب اليمن سنجد المدينة القديمة تنهال على رؤوس الباعة الذين يعرضون المسروقات علنا من مخازن الجيش والشرطة وبتخفيضات محروسة من حكومة وطنية !!

دعونا من المقارنات وخلونا في القطار

هذا المشوار الذي احبة بأكبر سكك حديدية وكل ساعة هناك 6 قطاران على الاقل

ارتبكت ابحث عن تذكرتي التي اضاعها الزهايمر المبكر على ما يبدو ؟ فلقد نسيت وشرحت بتلعثم من الموقف ومن ابتسامتها التي تنفع لإعلان سيجنال تو مثلا وطبعا ارجوكم لا تقارنوا ابتسامتها مع ضحكة سائق الدباب عندنا وهو يبرز لك اسنان سوداء وفم ملئ بالقات وأسنانه على رأي طبيب صديق بمصر كان يكشف على اطفال من بلدنا المعطاء وبقي يسأل

- هم عندكم الصغار دول بيرضعوا اسفلت ؟؟

اي بحسب لهجة اليمني الاصيل هم بيبزوا دامار والا ايش ؟؟؟

ولا تعليق على قضاء الله وقدر وقهر الحكومة !!

وشرحت للحسناء اني اضعت التذكرة واني كنت اظنها معي وانها ارسلت الكترونيا وووو

ولم تفارقها الابتسامة وهي تشير لجهاز الايباد وتسأل هل التذكرة موجودة الكترونيا بالجهاز وفرحت وأكدت لها ذلك

وفتحنا الجهاز ورأت التذكرة على الشاشة وبهدوء قرأتها وسلطت عليها جهاز الكشف لديها واشار بالضوء الاحمر وصوت الاستجابة بالتأكيد - بييب!!

وخلصنا !!!

قلت لها وانا مقعي تماما مثل اي نائب مخضرم بالبرلمان اليمني عزز مكانته في انتخابات قبل 12 سنة -

- يعني خلاص ؟؟!

ردت هي وهي تندهش من الفم المفتوح دهشة وارتباكا

- وي

نعم خلاص

ولم استطيع ان اغلق فمي المندهش لأؤكد استحقاقي بأن اصبح سياسي عربي كبير

على اساس ان القاعده العربية تقول كل ما كنت مقعي وملخج - بالعربي الفصيح فاغر الفم يمشي مثل العسكري ! مش ملاكا طبعا وهنا تصبح مرشح اصيل !!

وقبل ان تذهب هي التفتت الي لترد على اندهاشي وسألتني مندهشة

لماذا أليس عندكم نفس الشيء ؟

وضحكت من قلبي وانا ارد

- عندنا نفس الشيئي بس اقل قليل !!!

اوووووووووووووووووووووووووووه والقهر

كيف تشرح الفارق للناس ؟؟

وكيف بقي النظام السابق واللاحق يهدد الناس انهم سيفوتهم القطار

وهو لا يعرف القطار اصلا ؟؟

ورأيت نفسي وانا انزل في المحطة واكلم نفسي بصوت عالي مثل مجانين فرزة صنعاء والوح بيدي مثل زعماء العرب

فاتكم القطار فاتكم القطار


 

مواضيع ذات صلة :