لا أعتقد أن هناك عاصمة في الدنيا تنطفئ فيها الكهرباء بشكل مستمر ومتكرر كما هو الحال في العاصمة التاريخية صنعاء، وهي بذلك تشكل حالة نادرة في وقت أصبحت فيه الكهرباء من أهم الخدمات إلى جانب المياه والصحة والتعليم التي تضعها الدول والحكومات في مقدمة أولوياتها وتحرص على توفيرها لمواطنيها بأقل كلفة ممكنة.
لقد بدا واضحا أن الضربات المتتالية التي تتعرض لها أبراج الكهرباء وخطوط النقل - والتي أرى أن حلها ممكنا إذا حزمت الحكومة أمرها وتعاملت معها بجدية أكثر - ليست هي السبب الوحيد لمشكلة الإنطفاءات التي تعاني منها صنعاء وغيرها من المدن اليمنية ، بل أن المشكلة الأخطر تكمن في الاخلالات الفنية التي تحدث من حين إلى آخر وتؤدي إلى خروج المنظومة الوطنية عن الخدمة كما حدث قبل أيام.
صحيح أن الإعتداءات والأعمال التخريبية قد ألحقت أضرار جسيمة بمعدات ومحطات التوليد ، لكن الأصح أن هذه المحطات قد انتهى عمرها الإفتراضي عمليا حسب تصريح مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء.
يؤكد الدكتور محمد حسين حلبوب أستاذ مادة الإستثمار والتمويل بجامعة عدن أن الطاقة التوليدية للكهرباء في اليمن منخفضة جدا ولا تتجاوز 850 ميغاوات وأن الحكومة اليمنية تنتج الكهرباء بكلفة عالية جدا ، بينما ذكر تقرير لقناة الجزيرة الفضائية أن اليمن لا يملك من الطاقة الكهربائية سوى 800 ميغاوات في حين تمتلك الصومال التي تشهد إضطرابات منذ مطلع تسعينات القرن الماضي 1200 ميغاوات.
وأذكر أنني قرأت رسالة قبل حوالي عشرة شهور وجهها أحد اليمنيين إلى وزير الكهرباء والطاقة يقول فيها أنه سافر إلى أرض الصومال « صومال لاند « وقضى فيها شهرا كاملا متنقلا بين ثلاث مدن كبيرة ولاحظ أن الكهرباء لا تنقطع طوال 24 ساعة!
مشكلتنا كيمنيين أننا أنشغلنا بالسياسة وصراعاتها التي لا تنتهي وأهملنا ما هو أهم ، ويبدو أننا سنظل كذلك بالرغم من دخول البلاد عهدا جديدا عنوانه التغيير الذي يحلم فيه اليمنيون بدولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع وتسود فيها العدالة والنظام والقانون ، لكننا قبل ذلك اليس من حقنا أن نحلم بدولة توفر لمواطنيها أهم الضروريات التي يحتاجونها لتستقيم حياتهم اليومية بدون منقصات ، هذا أولا ، وثانيا : فالطاقة الكهربائية تعتبر عمادا للتنمية لكونها المحرك للمشاريع الصناعية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة أيضا والعامل المشجع لجذب الإستثمارات إلى اليمن بعد الأمن والإستقرار ، فكيف نتحدث عن دولة حديثة طاقتها التوليدية من الكهرباء لا تغطي حاجيات الناس الضرورية ولا تزال التنمية فيها متعثرة ، ولم يتوفر لديها المناخ الملائم للإستثمار ؟؟
موقع معلوماتي ترويجي وخدمي؛ تأسس عام 2004 يواكب جديد الشركات والأعمال ويهتم بالأخبار الاقتصادية في كافة المجالات.. من : مؤسسة الاستثمار للصحافة والتنمية
الاستثمار نت :
من نحن؟
تواصل معنا
هيئة التحرير
محرك بحث دولي للأخبار الاقتصادية لدول الشرق الأوسط وأطلق في أكتوبر 2017