آراء وأقلام نُشر

عصفور باليد

 
تبدي دولتنا اهتماما بالمستثمرين الاجانب، وفي غير مناسبة يخرج مسؤولونا بتصريحات تدعو المستثمرين للاستثمار في اليمن ، متعهدين بتقديم الدعم والتسهيلات .
 
لكنهم لايتطرقون الى تحديات الواقع والى الخطوات الحكومية الجادة التي قاموا او سيقومون بها من أجل تطوير بيئة الاستثمار لتصبح مقبولة ولا اقول جاذبة.
 
وفي ظل الانفلات الامني الذي تعيشه البلاد، لايتحدث مسؤولينا عن الاعمال التي يقومون بها لحفظ الامن وتحقيق الاستقرار وخلق بيئة آمنة.
 
يكرر الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء نفس التصريحات التي كان يطلقها الرئيس السابق ونظامه: «الترحيب بالمستثمرين ودعوتهم للقدوم»، لكن المستثمر يريد ماهو أكثر من الترحيب.
 
يتحدث مسؤولونا وكأنهم يعيشون في كوكب أخر ، ولايعرفون شيئا عن البلد الغارق في القتل والدم والصراعات، والذي لم يعرف الاستقرار يوما ، ويعرفه العالم بوصفه موطن تنظيم الارهاب العالمي المسمى «القاعدة».
 
وكأنهم لايدركون أن الحديث عن جذب الاستثمارات في ظل هذا الوضع ليس أكثر من نكتة سمجة ، وأن دعوتهم المستثمرين لن تجد سوى ردود ساخرة وسيقابلونها بالضحك .
 
وبالمنطق: ماحاجتنا الى مستثمرين جدد لانستطيع رعايتهم وتوفير البيئة الآمنة والمشجعة لنمو استثماراتهم ، ومانحتاجه هو قليل من الحكمة والمسؤولية وأن تضع الحكومة استراتيجية للحفاظ على المستثمرين الحاليين وتوفير الحماية اللازمة لاستثماراتهم وتذليل الصعوبات التي تعترضهم وحل مشاكلهم .
 
على جكومتنا الموقرة تقديم الرعاية للقطاع الخاص الوطني وايجاد حلول للمشكلات العالقة منذ عشرات السنين كضريبة المبيعات على سبيل المثال ، وأن تعمل على تحويل الشراكة من شعار الى واقع.
 
معظم رجال الاعمال الوطنيين غادروا الى دبي واماكن اخرى، تقدم للمستثمر مغريات حقيقية وتسهيلات ورعاية كاملة ، فيما حكومتنا تكتفي بالترحيب واطلاق الوعود.
 
حافظوا على الاستثمارات القائمة ، ذلك أجدى من البحث عن مستثمرين جدد ، وكما يقول المثل « عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة».
 
 
*مجلة الاستثمار العدد " 48 "

 

مواضيع ذات صلة :