آراء وأقلام نُشر

علي الضبيبي.. يكتب عن الدبابة العمياء

ترك عبد الله عزام وزير الدفاع "الإسرائيلي"، أريل شارون، وجنوده يبقرون بطون النساء في فلسطين، وذهب يقاتل في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي، الذي سلح العرب وساندهم في هذا الصراع!
وعبد الله عزام، الفلسطيني الذي تمثل بعض كتبه أساسا فكريا للإخوان، لا يعترف بالتعايش لا في الإطار الاسلامي ولا في إطار المفهوم الإنساني للثقافة والدين. يقرؤون كتبه بشغف بالغ، ويطبعونها تحت اسم مستعار "صادق أمين". كما أن أفكارهم تتشكل من كتب فتحي يكن، اللبناني الذي برر في آخر حياته هجمات 11 سبتمبر!
"الإخوان" –كجماعة- نشأت تحت شعار إعادة الخلافة، على يد شاب متدين بسيط في الإسماعيلية بمصر، كان يمتهن التدريس أواخر العشرينيات. صاروا قوة جبارة على المستوى التنظيمي والمال؛ لكنهم على صعيد السياسة سافروا على امتداد كل هذا الزمن، كدبابة معصوبة العينين.
في حقبة الحرب الباردة، ظهر الإخوان كمقاتلين فقط. قاتلوا في قندهار، والبوسنة، والشيشان، لصالح الـ"سي آي إيه".
كانوا يساقون الى كل تلك الجبهات، وتركوا الفلسطينيين في المخيمات عراة يمدون أيديهم في كل شارع. وعندما قرروا العودة من أفغانستان، كان لغمٌ ينتظر سيارة عبد الله عزام هناك. وكانت ألغام عديدة مغروسة في طريق هذه الجماعة، وفي خاصرتها.
اكتسحوا انتخابات الجزائر، وقوبلوا بصد عنيف من قبل الجيش والمجتمع الجزائري، لتدخل البلاد في دوامة عنف رهيبة ومجازر. وفجأة، الجماعة تطيح بالنميري عسكريا في السودان، وتنصب ديكتاتورا لهذا البلد، الغني بالماء والمعادن. كانت النتيجة كالتالي: تفكيك البلد.
في فلسطين، حققت حركة حماس هدفا واحدا من فوزها في انتخابات المجلس التشريعي: انفصال غزة عن الضفة الغربية. وصاروا يناضلون فقط، منذ ذلك التاريخ، من أجل كسر الحصار.
كان حافظ الأسد يؤمّن بنفسه تحركات خالد مشعل داخل سوريا. كان النظام السوري، الذي ينظر لإخوان الداخل السوري أعداء، فاتحا ذراعيه لإخوان فلسطين، داعما رئيسيا لهم بالسلاح والمال؛ لكن الدبابة العمياء استدارت وأخذت تقصف القصر الجمهوري في دمشق. هكذا فعلوا مع سوريا، كما فعلوا مع السوفييت!
وصل خالد مشعل إلى مصر مزهوا يصافح الرئيس مرسي؛ لكن القائد الحمساوي لم يجد في اليوم التالي لا مصر بيديه ولا سوريا!
اليوم يوجه الإخوان مدافعهم الدعائية ضد إيران، ويحتشدون على الجبهة المقابلة متأهبين للمواجهة الداخلية في كل بلد عربي! وفي اليمن هم كذلك؛ في الجبهة الخطأ.
لا حاشد ولا أولاد الشيخ ولا الإخوان يخوضون حربا دفاعية مقدسة عن القيم النظرية لثورة 26 سبتمبر.
ليس هناك حرب مقدسة في الأساس. كما أن الحوثي لا يبذل كل هذه الجهود من أجل إنقاذ الدولة؛ لأن الدولة، اليمنية الحديثة لم تتأسس بعد: الإخوان، وصالح، والزنداني، والحوثي، وأولاد الشيخ، في طريقها.


 

مواضيع ذات صلة :