حسب تصنيف المنظمات الإقليمية والدولية فهو يأتي في مقدمة قائمة البلدان الفقيرة في العالم نتيجة إرتفاع تسبة البطالة والعوز وقلة الموارد. وإذا كررنا السؤال بصيغة أخرى، أليس لليمن إمكانات وموارد كافية تجعله أحسن حالا مما هو عليه؟ حسب معلوماتي المتواضعة، أعتقد أن ذلك ممكن إذا كان لدينا حكومات تجيد توظيف هذه الإمكانيات وتضع الخطط والبرامج اللازمة للإستفادة منها وهي كثيرة. فاليمن يعد البلد الوحيد في المنطقة الذي ينتج كل أنواع الخضروات والعديد من أصناف الفاكهة، وإن كنا نشاهد في أسواقنا المحلية بعضا من أصناف الفواكه والخضروات المستوردة، فهذا باعتقادي لا يعدو كونه نوعا من العبث والبذخ. ثانيا، يمتلك اليمن أطول ساحل في المنطقة ما يجعله يذخر بثروة هائلة من الأسماك والأحياء البحرية المطلوبة في الأسواق العالمية، ناهيك عن إمكانية تصدير الأسماك إلى دول المنطقة التي تفتقر إليها مثل الأردن وسوريا وغيرها، وإنشاء المزيد من مصانع تعليب الأسماك. ثالثا، ربما ما يمتلكه اليمن من مقومات سياحية متنوعة ونادرة في مدنه التأريخية وجزره الجميلة ومحمياته الطبيعية ومزاراته الدينيه، يجعله من أكثر الدول جذبا للسياح العرب والأجانب على حد سواء. ليس ذلك كل شئ، فهناك الكثير والكثير مما تمتلكه الأرض اليمنية من ثروات في باطنها وعلى سطحها كان من الممكن أن تنقلها إلى حال أفضل مما هي عليه الآن. وأتذكر أن صانع نهضة ماليزيا الدكتور مهاتير محمد عندما زار اليمن قبل حوالي عامين أو أكثر قال إنها تمتلك الموارد اللازمة لتحقيق التنمية، لكنه أشار إلى “ أن إحداث تنمية حقيقية في اليمن يتطلب من الحكومة التركيز على تحقيق الأمن والإستقرار حتى تتاح الفرصة للمستثمرين لتنفيذ استثماراتهم وتحقيق تنمية إقتصادية في هذا البلد “.. وهنا بيت القصيد. وقبل أيام قال مسؤول في غرفة تجارة وصناعة أمانة العاصمة أن عديد من المستثمرين اليمنيين نقلوا إستثماراتهم إلى خارج اليمن بسبب تردي الحالة الأمنية، ونتيجة لما يتعرض له رجال المال والأعمال من إعتداءات، وإن كانت بعض الجهات الرسمية سارعت إلى نفي هذه المعلومة، لكنها تبقى مؤشرا ربما أراد منه مسؤول الغرفة أن يدق ناقوس الخطر على مستقبل الإستثمار في اليمن إذا لم تضع الجكومة حدا لما يحدث من إخلالات أمنية، وهو ما نأمل تحقيقه على الأقل في الفترة المقبلة بعد إختتام مؤتمر الحوار الوطني والبدء بتنفيذ مخرجاته والتي ستنقلنا تدريجيا إلى الدولة الإتحادية الجديدة والمؤمل أن نشهد فيها التغيير الحقيقي الذي ظل شعبنا يحلم به ولم يلمسه حتى الآن.
* مدير تحرير صحيفة “ 26 سبتمبر “
*مجلة الاستثمار العدد"49"