آراء وأقلام نُشر

هل انــا مجبــر ..أم مخيــر في هذه الحياة ؟؟

- سؤال فلسفي عميق ! وعليه خلاف كبير ،  نستطيع ان نفهمه فقط في حال فهمنا فلسفة القضاء والقدر !
- في فهم فلسفة القضاء والقدر نستطيع القول  ان الانسان في هذه الحياة الدنيا التي جعله الله فيها خليفة له بعدما نفخ فيه من روحه وجعل له السمع والأبصار والافئدة وأكرمه بالعقل وصفة التفكير ، هذا الانسان هو مجبر ومخير في نفس الوقت !
- فالإنسان مجير وفق قانون القدر ... فالله سبحانه وتعالى خلق الكون والحياة والإنسان وأوجد الموجودات التي هي عين كلمات الله (  وكلمات الله كلها حق ) وأخضعها سبحانه وتعالى  لسنن ( قوانين ) تعمل من خلالها ،  وهذا ما نسميه نحن اليوم بقوانين الكيمياء والفيزياء والأحياء ،  او كانت القوانين الكهربائية والمغناطيسية وقوانين الجاذبية والفلك او نحو ذلك من أقدار مثل  الحياة والموت و ما كان من أقدار غيبية مثل البعث والحساب والجنة والنار !  
- الانسان في كل. ذلك مجبر لا مخير .... فالجاذبية مثلا موجودة ويخضع لها الانسان في هذا الكون سواء عرفها او لم يعرفها والجنة حق سواء آمن بها الانسان او لم يؤمن والموت حق سواء قبل به الانسان او لم يقبل به ، والشمس موجودة ولها خصائص تتميز بها  لا تستطيع ابعادها او تبديلها  ولا تستطيع تغيير خصائصهااو تعديلها .  
- ان الانسان في هذه الحياة ليس له خيار الخضوع او عدم الخضوع  لهذه القوانين  اذ ان هذه القوانين وهذه الموجودات لا تتبدل  ولا تتغير لرغبة إنسان لا بدعاء إنسان صالح  ولا بطلب نبي مرسل الا وفق إرادة الله الظرفية وفي المعجزات اللحظية مثل نار ابراهيم وعصا موسى .
- ومثلما ان الانسان مجبر في  التعايش مع هذه الموجودات مجبر أيضاً في الخضوع لتلك القوانين القدرية فانه أيضاً مخير وفق خلافته لله على هذه الارض وخلال حياته في ان يستفيد من هذا الكون بموجوداته ومخلوقاته وفق سننه ( قوانينه )  التي تحكمه .
- فالإنسان لا يستطيع تغيير قوانين الفيزياء ولكنه يستطيع استخدامها وفق حريته ان خيرا فخير وان شرا فشر ! كما انه لا يستطيع تغيير مواقع النجوم والكواكب والمجرات ولكنه يستطيع  اكتشافها والاستفادة منها .
- ان الانسان لا يستطيع ان يفر من الموت ولكنه يستطيع إطالة عمره من خلال دعائه لله بأن يطيل في عمره ومن خلال تحسين حياته الصحية والمعيشية  !!
- ان مفهوم الحرية والاختيار تتجلى اكثر في الإيمان والكفر وكدا في مفهوم العبادات والحدود والوصايا الأخلاقية .
- ان الانسان يستطيع ان يؤمن بالله كما يستطيع ان يكفر ( من شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر )  كما يستطيع ان يؤمن بالبعث والحساب وبالجنة والنار مثلما يستطيع إنكار ذلك ، مع ان حريته في الإنكار لن تغيرشيئا من ذلك ،  وسيخضع لها إجبارا يوم القيامة !    
- لقد فرض الله سبحانه وتعالى عبادات على هذا الانسان مثل الصلاة والصوم  ونحو ذلك  ... فأنت مخير في ان تؤدي هذه العبادات او لا تؤديها ! فلو كمت مجبرا لأديتها  إجبار سواء رضيت بها ام لم ترضى ، ولو ان الصوم مثلا كان إجبار لأصبح الناس في اول رمضان جميعهم صائمين  دون مناقشة او مجادلة  وكذلك في حدود الله ووصاياه .
- مستطيع القول ان القدر قوانينه إجبارية سواء عرفها الانسان او لم يعرفها ، آمن بها او لم يؤمن بها ، أنكرها او اعترف بها ، .
- اما القضاء فهو ان تعلق بالقدر ( إرادة الله )  فهو اجباري وان كان أوامر ونواهي او وصايا وفرائض او كان يتعلق بالتمكين والخلافة والسعي  فهو اختياري وهذا التخيير هو مدار الحساب والعقاب يوم القيامة والذي نتيجته الحتمية يومئذ تكون  الجنة او النار !
- وهنا نستطيع فهم فلسفة القضاء والقدر ، فالإنسان لا يستطيع ان يكون له دور بالقدر ولكن له ذلك في القضاء ! .

------ أليس كذلك ؟


 

مواضيع ذات صلة :