آراء وأقلام نُشر

أحمد وحميد

(( قبل أن أخوض في بحر المقارنات بين أكثر شخصيتين مثيرتين للجدل على الساحة اليمنية أريد أن أؤكد للجميع عدم انتمائي إلى أي حزب باستثناء حزب الشعب وبأني سأذكر الشخصيتين بدون ألقاب ك(الفندم – الشيخ)).

- من منا لا يعرف هذه الشخصيتان اليمنية من حيث الأسرة والمسئولية والأعمال,من منا لا يعرف أحمد علي الابن الأكبر للرئيس علي عبدالله صالح والمثير للجدل خصوصا في موضوع التوريث الذي يتجه إليه معظم الرؤساء أو على الأقل كان ينوي أن يتجه إليه معظم الرؤساء قبل يناير2011 فلو رجعنا إلى ماضي أحمد علي فلم يعرف على المستوى اليمني إلا في 1997 في الانتخابات النيابية وقبل ذلك لم يكن يعرف أحد أن للرئيس إبن في أسلوب تربوي وتعليمي يحسب للرئيس على المستوى الشخصي بعيدا كل البعد عما يتجه إليه معظم الزعماء من إطلاق العنان لأبنائهم لاستعباد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا حتى أن له شخصية هادئة غير مثيرة للجدل بل أنها مثيرة للاحترام والتقدير وله قلب رحيم واتجاه سليم .

ومن جهة أخرى ومختلفة من منا لا يعرف حميد الأحمر وتاريخه الحافل بالإنجازات العظيمة الشعب اليمني وأبناء هذا الشعب العظيم,من منا لم يلمس فضله وخيرة وبركته سواء على المستوى العلمي أو العملي أو التنموي أو حتى الخيري,من منا سيجهض حقه في التنمية لمسقط رأسه والمساقط التي تجاورها وجميع المساقط اليمنية شأنه شأن رجال الأعمال الآخرون كهايل سعيد وآل بقشان والعمودي وغيرهم.

أكيد أنه معروف لشريحة كبيرة في اليمن خاصة من أبناء اليمن في جزءه الشمالي والأحداث الأخيرة جعلت القاصي والداني هنا وهناك يتشرف بمعرفه هذه الجوهرة اليمنية وصلاح الدين عصره وعبدالناصر زمانه, إنه إبن الرجل اليمني العظيم المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله وعفا عنه وتجاوز عن أخطاءة وخاصة إنجاب مثل هذا الإنسان والذي نعلم جميعا أنه غير مسئول على الإطلاق عما سيعمله وعن تجاوزاته تطبيقا للعدل الرباني فلكم أعمالكم ولنا أعمالنا,نرجع إلى الماضي قليلا ونفتش بين دفاتر التاريخ الجديد خاصة على مستوى آخر عشرين عام مضت وبالتحديد من التسعينات للقرن الماضي وامتدادا إلى منتصف العشرية الأولى لهذا القرن سنجد أن لحميد الأحمر سيرة ذاتية تدعو للتقزز والاستحقار والاستخفاف والاستنقاص بل تدعو للحيرة عما كان وكيف أصبح وماذا يريد أن يكون,قام بجميع أنواع الأعمال المحرمة إسلاميا وعرفيا وقبليا ودوليا من أعمال أخلاقية محرمة مقززة لن أتعمق فيها فهيا معروفة له وللمجتمع المحيط وللناس أجمعين.

ولكن إن جئنا لنعمل مقارنه بسيطة جدا بين حميد الأحمر وأحمد علي وكلاهما شخصية معروفة ومثيرة للجدل على الساحة اليمنية نجد أن المقارنة مجحفة في حق أحمد علي إن وضعناه في الكفة الأخرى لميزان المقارنات بينه وبين حميد الأحمر فشتان بينهما بكل ما تعنيه الكلمة في كل المجالات باستثناء مجال الأعمال والمال والذي أبدع فيه حميد إبداع ما بعده إبداع من خلال استغلاله لفساد السلطة الحاكمة المتمثلة في والد أحمد علي (رئيس الجمهورية ) باعترافهما معا,فحميد له شخصية مضطربة له ميول إلى الأناء والتي هي أساس خراب البلاد والعباد أما أحمد علي فشخصيته هادئة طيبة مقبولة من الجميع على المستوى الإنساني وليس على المستوى الرئاسي,حميد الأحمر يستغل ثروته التي نعلم جميعا مصدرها في دمار الشعب الذي هو أساس ثروته بل أن هذه الثروة حق للشعب لو كان هذا الشعب حيا,أحمد علي لم يستغل أسم والده ليثير الجدل بين الناس ولم يستغل مكانته ولا الأعلام ولا الصحافة لإبراز شخصيته والترويج له أما الطرف الآخر حميد الأحمر فقد استغل في البدء أسم ومكانة أبوة للتسلط على ثروات الوطن من خلال إبرام الصفقات وتسهيلها له وإرساء المناقصات عليه وغير ذلك ثم استغل هذه الثروة لفتح قنوات وشراء أقلام بعض الصحف والمجلات والتواصل مع القنوات العربية والعالمية كل هذا ليبين للعالم اليمني بأنه ((مارد الفانوس )) وبأن الخير كل الخير على يديه وبأنه زبيري عصره وبأنه باني اليمن الحديث ومجدد تاريخه وأمل شبابه وموحد كلمته (وهلم جرا).

أحمد علي منذ توليه منصبة الحالي وقبل ذلك لم نسمع له خطاب أو كلام أو مقابله صحفية أو تلفزيونية أو هدار أو غير ذلك إلا ما ندر لأن الإنسان يقاس بما ينجز أما حميد الأحمر فلا يمر أسبوع إلا وقد طالعتنا قناة الجزيرة تارة وقناة سهيل تارات والصحف والمجلات وغير ذلك بخطب من خطبة وبمقولات من مقولاته وبمقابله من مقابلاته وبهدار من هدره في تعبير واضح للجميع بأن (( من كثر كلامه قل عمله أو بالأصح انعدم عمله )).

فالهدوء كما يقول رجال التنمية دليل الإنجاز والعمل والضوضاء والغوغاء والكلام الكثير دليل الكذب والخداع والزور والبهت لأجل ذلك خلق الله للإنسان لسانا واحدا للتعبير والكلام في وقت أنه خلق عينين للنظر والتعرف على الحقيقة وخلق أذنان لنسمع شكاوي واحتياجات الآخرين وخلق يدين لنعطي وخلق رجلين لنسعى في الخير فكما بقال في المثل اليمني (( من كثر كلامه قل مقداره)).

أحمد علي منذ ظهوره على الساحة وأنا أجزم بما لا يدع مجال للشك أنه لم يسع ذات لحظة لكرسي السلطة والدليل عدم العمل وتأهيل الذات والنفس والأنصار غير أن حميد الأحمر وبمجرد أن شم ريحه جسمه ( دليل البلوغ ) بدا يسعى جاهدا لهذا الكرسي ولو على حساب جثث الأبرياء في ساحة الجامعة وفي كل الساحات اليمنية في إتجاة عملي للغاية السلطوية التي تبررها وسيلة التغيير.

حميد الأحمر وبحكم أنه رجل أعمال كبير وكبير جدا مثله مثل بقشان دوعن وهايل تعز لم نلمس له على الإطلاق أي إنجاز تنموي على مستوى مديريته في وقت أن هائل سعيد وبقشان والزائر لمديريتهما بل لمحافظتهما وأحيانا على المستوى الوطني يجد العجب العجاب في أسلوب التعامل مع ثروة الله خصهما بها من خلال التنمية في أرضه فخيركم خيركم لأهله ولا خير فيمن لا خير لأهله.

وأذكر كلمة قالها حميد الأحمر خلال مقابله مع قناة الجزيرة عندما روضته المذيعة في تلك الليلة بقولها ماذا أنجزت لمديريتك من مشاريع قال ولماذا أنجز مشاريع وهناك دوله مسؤلة على هذا وأنا أدفع ضرائب !!! في تهرب واضح وفاضح عن مسئوليته الأخلاقية والمالية تجاه أهل مديريته ولو لم يجب بهذا الجواب لكان أكثر فهما ووعيا ولكن تحقيقا لقوله تعالى (( قد بدت البغضاء من أفواههم)).

وفي الأخير لا يظن القارئ أني أروج لفلان على حساب علان في كلماتي فنحن في الأخير لن نقبل بأحدهما رئيسا مستقبليا لنا وأنا مسئول مسئولية تامة عما أقوله وأكتبه فلم أستفد شيء من هذا ولم أخسر من ذاك ولم يصلني هذا ويقطعني ذاك ولكني يمني متابع للأحداث الدائرة في بلادي أتمنى أن تزول هذه الأحداث وأتمنى من الشباب أن يعي للمخططات التي تدار في كواليس المخططين والمتنفذين من تجار الحروب فنحن نعلم مقدار البغضاء التي تتنافر من أفواه هؤلاء التجار لأن القلوب تخفي أكبر مما تظهر الأفواه تحقيقا لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118, فالشعب اليمني ممثلا في شبابه الواعي يدرك ويعلم ويعقل حجم المخططات التي تدار من حوله.

Alhadree_yusef@hotmail.com


 

مواضيع ذات صلة :