شيء مؤسف للغاية عندما تتحول ثورة 25 يناير المشرفة التي رفعت رأس كل مصري أمام العالم إلى نكبة ونكسة علينا جميعا ، والتي بها تم الإطاحة بالرئيس مبارك ؛وتم الكشف عن رؤوس الفساد والبدء بمحكماتهم بجانب كشف قضايا فساد خفية لم يكن لها أن تكتشف لولا ثورة 25 يناير ..
لكن للأسف الشديد أن تجد مصر قد غدت كرقعة شطرنجية عليها خصمان كل له عتاده وسلاحه ..ولنقلة أو بأخرى تجد الاختلاف وصياح كلاهما يعي تماما أيهما على حق ؛ لكن الإصرار بالتمسك كل حداه بأحقية ما أقدم عليه.. وهذا ما يهو حاصل في أرض الكنانة .. فالقانونين فيها اختلفت وأصبحت العساكر هم من يتحكمون ؛ ولهم صلاحيات ليست عند الملك والوزير ولا حتى القلعة ، «واختلط الحابل بالنابل » .. ومن أجل الوطن قد نجمع بالقول أن هذا ليس عيبا؛ لكن العيب أننا نستمع لمن ليس لهم حكمة في أخذ القرار بالأخص لو كان قرار يتحكم في مصير شعب بأكملة ، فلن أترك كلامي عام بل سأحدد بعض النقاط ..
الجيش.. لا يستطيع أحد أن ينكر دورة الفعال والرئيسي في حماية كل مواطن مصري ، وحقق معظم مطالب الثورة وأي شىء يطلبة أي مواطن يحققة له الجيش على الفور ، فالمقابل كانت إحدى الشخصيات المعروفة والتي كانت تنتمى لمجلس الشعب المصري أي من بقايا النظام « كما يقولون لكنة مستبعد من تلك الصفة على اعتبار أنه كان من صنف » معارض ؛ يخرج بسؤال للمشير طنطاوي .. هل سيد مشعل فوق القانون..؟ سؤاله في محلة وكلامة ليس علية غبار لكن هل هذا هو الوقت المناسب لهذا الحديث واستفتاء التعديلات الدستورية بدأ اليوم بإقبال لا بأس به غير أن هنا معارض ومؤيد له .
الشارع المصري الأن في حاله من الذعر والبلبلة والتشتت، فكل من هب ودب يخرج يتحدث ويملىء رأس شريحة من المواطنين بالأفكار التي ليس لها فائدة سوى تفريق صف المصريين وخلق نزاعات طائفية في مصر التي لم تعرف لتلك الكلمة معنى وليس لها مكان على أرضها.
أرحموا الشعب ولو لأيام .. خذوا هدنة من الحرب النفسية.. بل وإن صح القول في العرض والتلميع لأنفسكم للنيل من الكرسى أو حتى الاقتراب منه.
أرحموا شعب طيب ، شعب ثقافتة السياسية محدودة نتيجة النظام السابق.. شعب يصدق كل ما يتلى علية، أين كانت أصواتكم في عهد مبارك..؟
أليس ذلك الشخص الذي وجه السؤال للمشير هو من قال من قبل أن 86 % من المصريين يريدون مبارك رئيس ويحبونه لعدم وجود بديل له عند المواطن الفقير العادي ؟.
أما معارضية من الطبقة المثقفة ، يحاربون النفاق والفساد بألسنتهم وهو يمثلون النفاق بنفس الوقت ، ياريت يتركوا الجيش يكمل طريقه في حماية مصر..
فلو فعلاً لديكم وعي وثقافة كبيرة ستدركون الموقف الصعب والحرج الذي تمر به مصر وتحتاج لعلاج وليس طعن بجرح مازال مفتوح وينزف من الفساد والنهب والسرقة التي خلفها النظام السابق ، فأصلحوا ولا تنافقوا ..
طارق وعبود الزمر.. اللذين سجنا عقب أن اغتالا الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981 ، و شقيق أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ، خرجوا من سجنهم لينشروا الفرحة في قلوب الأخوان المسلمين ويمنحوهم القوة والثقة بالنفس بعد ما كانوا عليهم ضغط شديد من النظام السابق على حد قولهم ..والآن أسسوا حزب جديد لهم بأسم ( الحرية والعدالة ) ، فهم كانوا في هدوء يسبق العاصفة ، فضلوا في صمت حتى خرجوا بحزب جديد بجانب خروج طارق وعبود لهم.
وما تحدثت عنه من قبل بدأت تظهر ملامحة ، فأصبحوا الأخوان حديث الإعلام المصري ، وحادثة أغتيال السادات يسردوها في التحقيقات الصحافية كأنها تاريخ مشرف لهم، وعندما تسئلهم هل سيترشح أحد منكم للرئاسة لن يجيبونك إلا بكل دهاء .. هذا الأمر وارد ومازلنا نتحاور ونتناقش فية فيما بيننا ، والشىء المضحك عندما يقول أحدهم بأحد البرامج نحن حكمنا ونظامنا يحترم كل العقائد والديانات السماوية ولن نخلط الدين بشكل عام في الشؤون السياسية ، فهذا مكر منهم ليعطوا الأمان للمواطن المصري الغلبان الذي ينتظر بفارغ الصبر جلوس رئيس يحقق له مطالبة في العيش الكريم ، ويتمنى أن تهدأ أجواء البلاد حتى يرجع لعملة مثل الأول بعد موجات الإجتجاجات والإعتصامات اليومية التي لا تنتهي ، ففصل الكلام بهذة النقطة هوتوخي الحذر من الأخوان ودهائهم في الإقناع ، للوصول إلى مخططهم الذين رسموه منذ زمن ويريدون تنفيذه على أرض الواقع في ظل تلك الأجواء ..
التجسس الصهيوني.. قلنا ومازلنا نقول: أن ما حدث بمصر يوجد به عناصر خارجية كانت تدبر له منذ فترة فلو حللنا الأحداث التي حدثت تلو بعضها هنعرف الحقيقة ..
حادثة كنيسة القديسين ؛ وبعدها الثورة ؛ وبعد ما بدأت تهدأ الأوضاع ، أشتعل لهيب حادثة أطفيح ، لتخرج لنا بفتنة طائفية لم تشهدها مصر من قبل ، فلولا دور الدعاه والجيش لأحترق الأخضر واليابس من تلك الفتنة الدنيئة ،وما يؤكد كلامنا هو القبض على شاب أردني يتجسس لصالح إسرائيل كان ضمن شبكة تجسس تسعى لمعرفة أخبار مصر الأمنية والأخبار والمعلومات الخاصة بأنابيب الغاز المصدرة لإسرائيل ، هذا بجانب القبض على بعض عناصر حزب الله بمصرو والإفراج عن بعضهم خلال الأيام الماضية، فالأمر يستدعي منا التفكير والتدقيق في الأمور وليس الإندفاع ، كي نكمل حصاد الثورة الإيجابي وليس السلبي الذي يسعى البعض لنشرة وإزاله صورة الثورة المشرفة ..
حماية الشعوب تكون بالعقول .. لست ضد تحصين أي دوله لنفسها بالنووي لكن ربنا خلقنا وميزنا بالشىء الذي هو أقوى من النووي بمراحل وهو العقل ، فعندما تمتلك أي دوله رئيس محنك متسماً بالدهاء ؛ وعلى قدر من الدبلوماسية والتعامل مع الأزمات ، سوف تنجح ويكون لها شأن كبير ، فأبسط مثال نشهده تلك الأيام هو زلزال اليابان الذي لم يحدث لها منذ 140 عاماً وآثار إندهاش العالم أجمع ، وتحولت الطاقة النووية لديهم من نعمة تحميهم إلى نقمة يفرون منها ومن الإشعاعات المنبعثة منها التي فاقت المسموح، فما يحدث الأن بالعالم العربي والغربي به رسائل من الله عز وجل لنا ، أن لا شىء يعلو فوق قوتة ، فكان من المستحيل لنا كشعوب أن نتخيل أن يتزحزح أي رئيس عربي من على مقعده فالأن أنخلع بعضهم فسبحان مبدل الأحوال..
ختام.. ليس لأي كلام ختام .. لكن لكل حدث حديث ، فحديثنا لابد أن نختمة بالعقل والتدبر فبدعو الله أن يلهمنا الصواب في جميع خطواتنا ، التي يجب أن تكون كل منها مدروسة حتى تصل مصر لبر الأمان وتخرج من تلك المحنة وهي أشد وأقوى من قبل .
لا يهم من سيجلس على كرسي الحكم في مصر؛ بل المهم الذي يهم كل مواطن مصري هي العقلية التي ستحكم مصر ويدفعها للأمام بكل ثقة وقوة ويرجعها لعرشها المميز بين الأمم العربية والغربية .
فبالرغم مما حدث بمصر فهي لا تزال بلد الأمن والأمان ومن يدخلها يكون في أمان وسلام .. فتحيا مصر دائما وتنعم بالأمن والسلام..