اقتصاد يمني نُشر

غزة : الصيد في خطر و الخسائر تصل 3 ملايين دولار

Imageبلغت نسبة خسائر قطاع الصيد في مدينة غزة سواء المباشرة والغير المباشرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع في نهاية العام الماضي وحتى الآن حوالي 3 ملايين دولار , ناهيك عن الخسائر البشرية في صفوف الصيادين , بينما وصل نسبة الخسائر منذ انتفاضة الأقصى في عام 2000 إلي ما يقارب إن خسائر صيادي القطاع منذ بدء الانتفاضة بلغت قرابة 17 مليون دولار حسب نقابة الصيادين , شملت كل الموانئ والمراسي في المحافظات الخمس.
وتفرض إسرائيل حظراً بحرياً على الصيادين ويمنعهم من تجاوز مسافة ميلين بحريين في أحسن الأحوال مقابل عشرين ميلاً قبل الانتفاضة , وهذا تصعيد خطير حيث يحرم ما يقارب 90% من الصيادين الفلسطينيين من النزول إلى مياه البحر وممارسة الصيد بسبب ضيق المساحة وعدم شمولها منطقة الأسماك.
                                                                    إنتهاكات يعيشها صيادين غزه
ويتعرض الصيادين الفلسطينيين يوميا لكافة أنواع لانتهاكات الإسرائيلية من قبل جيش الاحتلال الذي يسطر على مياه البحر ليلاً ونهاراً , حيث يقوم الاحتلال بقصف مراكب الصيادين مما أدى إلى استشهاد عدد منهم.
أبو إسلام الذي أمضى أكثر من نصف عمره في مهنة الصيد يقول لمراسل (الإستثمار نت ) " أصبحت أخرج كل يوم من بيتي ولا أعرف مصيري حيث فقدت جزء كبير من معدات عملي نتيجة الحرب الخيرة على القطاع "
ويتابع أبو إسلام "معظم الصيادين فقدوا قوارب وشباكا وغرفا وكل ما يمتلكون بسبب الحرب، كما لحقت أضرار جسيمة بمرسى الصيادين خاضه ميناء غزة هو الميناء البحري الرئيسي , ويعاني عدم وجود صيانة له منذ سنوات طويلة.
ويشير أبو إسلام إلي أن ممارسات الاحتلال تقف عائق كبير أمام عملهم حيث لا يسمح لنا الدخول للبحر إلا في أيام محدودة لفت أنه في الأيام التي يتوقع أن يكون فيها الصيد نمنع من الدخول إلا البحر ويطلق علينا النار من قبل الاحتلال " .

                                                                               الرزق من الله
وحول عملية الصيد اليومية يقول أحد كبار الصيادين بغزة ويطلق حسب ما سمعت الصيادين بناده " اللنش" يقول " عملية الصيد أصبحت مكلفة جدا حيث تحتاج إلي عدد من العمل والي " الغاز " لإضاءة في الليل حيث مرت علينا أيام عصيبة نتيجة انقطاعه وارتفاع سعره ".
ويضاف اللنش ونحتاج إلي الوقود عانينا كثيرا من موضوع توفير الوقود " الكاز " خاصة في المرحلة العام الأول من الحصار , ومع ذلك الرزق من الله يخرج الواحد فينا ولا يعلم أين رزقه وقد نمضي لليلة كاملة ونعود بدون صيد إما لان الاحتلال منعنا من الصديد ونكون قد خسرنا ما يقارب على 2000 شيكل " .
بينما كنت أتجول اليوم في الميناء ابحث عن الصيادين لأجرى معهم مقابلات خاصة في (الإستثمار نت) لنتعرف منهم عن مصيرهم ومصير الحياة الاقتصادية من جانب مهنة الصيد اصطحبني أبو محمد أبو حصيري إلي سوق السمك الرئيسي بداخل الميناء في مدينة غزة.
بدأ يبتسم قليل وقول أبو حصيري "هذا السوق قبل أربعين عام كانت توجد به الأسماك من كل الأصناف والأنواع وكانت الناس تأتي له من مطلع الفجر لتشترى السمك وكان الرزق كثير , ولكن كما ترى الان فهو فارغ حتى من الصيادين أنفسهم " متابعاً الوضع الصعب الذي يمر به الموطنين هنا بقطاع غزة والحصار أثر على أقبل الناس لشراء السمك هو يؤثر على الصياد أيضا .
ومن جانبه ناشد أبو محمد أبو حصير من خلال "الاستثمار نت " و الذي رسمت التجاعيد في وجهة خط سير المركب اليومي بالبحر كافة المؤسسات الحقوقية والدولية الوقوف إلى جانبيهم في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يمرون به نتيجة إجراءات الاحتلال من أجل تأمين حياة كريمة لهم ولأطفالهم، مطالباً بالضغط على حكومة الاحتلال من أجل السماح للصيادين بالعودة إلى ممارسة عملهم بحرية.
في ذات السياق أكد رئيس نقابة الصيادين نزار عايش أن عدد قوارب الصيد الكبيرة التي تبحر لا يتجاوز العشرة من أصل مئة وعدد القوارب الصغيرة لا يتجاوز الثلاثين من أصل سبعمائة قارب. Image
وأوضح عايش تصريحات سابقة لصحافة " أن الزوارق الحربية الإسرائيلية كانت تسمح للصيادين قبل الحرب الأخيرة بالدخول إلى مسافة ستة أميال بحرية، مبيناً أن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم باتفاقية أوسلو سوى عام واحد.
وحسب اتفاقية أوسلو التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي في (المادة 11) على تقسيم شاطئ بحر قطاع غزة إلى ثلاث مناطق (K.M.L) تقوم البحرية الإسرائيلية بممارسة نشاطاتها في منطقتي (K.M) ويسمح للصيادين الفلسطينيين بالصيد في منطقة (L) والتي يبلغ عمقها 20 ميل بحري (33 كم).
وأكد عايش على أن الصيادين يتعرضون يومياً لإطلاق النار من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية، ملفتاً إلى الأضرار البالغة التي تتعرض لها قوارب الصيادين من الصعب إصلاحها نتيجة لعدم توفر قطع الغيار.
وقال عايش: " أن من الأضرار التي سببتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تدمير 25 قارباً في منطقة الوسطى وتدمير 17 غرفة تحتوي على معدات الصيادين في منطقة رفح وإحراق قاربين في مدينة غزة وإحراق وتدمير شباك ومعدات الصيادين في منقطة شمال القطاع ".
استمرار السياسة الإسرائيلية التعسفية بحق الصيادين سوف يؤدي إلى مزيد من الخسائر التي تكبدها قطاع الصيد على مدار السنوات القادمة , مما يشكل بالمستقبل خطر كبير على الاقتصاد الفلسطيني و إلي جانب خلق مشكلة اجتماعية وانتشار البطالة في صفوف الصيادين والتسبب في قطع أرزاق الصيادين .


 

مواضيع ذات صلة :