اقتصاد يمني نُشر

الإستثمارات المصرية .. تهديد بالإنسحاب وإعتذار جزائري

وصلت الأمور بين مصر والجزائر إلى رفع دعوة قضائية ضد الجزائر ذلك نتيجة أعمال الشغب والعنفالتي كبدت الشركات والإستثمارات المصرية ما يقرب من 2 مليار جنية ، في المقابل الجزائر تنفي هذة المعلومات ومن هنا سنعرف تفاصيل الموقف ..

كشف مصدر حكومى رفيع المستوى لـصحيفة (المصرى اليوم)  أن الحكومة تنوى تحريك دعاوى قضائية دولية للمطالبة بتعويض الشركات والمنشآت والمستثمرين المصريين عن خسائرهم فى الجزائر.
ليس هذا فحسب ؛ فكشف تقرير لجنة حصر تلفيات وخسائر الشركات المصرية بالجزائر، التابعة لمجلس الوزراء، أن التقديرات المبدئية لإجمالى الخسائر تقدر بنحو مليارى جنيه، تكبدتها شركتا "أوراسكوم" و"المقاولون العرب" وعدد من سلاسل المطاعم والمحال وشركات بترول وغاز مصرية توقف نشاطها هناك بعد أحداث التخريب والنهب الواسعة، التى قامت بها جماهير جزائرية متعصبة ضد المنشآت المصرية هناك.
وأضاف التقرير نفسه  الذى تلقاه د. أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، ووفقاً للمصري اليوم  ، أن نحو ٤٢ شركة ومنشأة مصرية تعمل فى الجزائر( يزيد إجمالى استثماراتها على ٦ مليارات دولار ) توقفت ٩٠٪ منها عن العمل تماماً منذ أحداث الخرطوم.
وفى سياق متصل، قدم مراد مدلسى، وزير الخارجية الجزائرى، التهنئة للمصريين بعيد الأضحى المبارك، أمس الثلاثاء وأكد، فى تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن بلاده تتمنى كل الخير لمصر و"ترغب فى طىّ الصفحة فى إطار العلاقات الأخوية بين البلدين".
وعن مبادرتى الوساطة اللتين تقدمت بهما كل من ليبيا والجامعة العربية، قال: "نحن نحترم لهما مبادراتهما، لكن العلاقة بين مصر والجزائر قوية، ولسنا فى حاجة لوساطة مع الإخوة فى مصر، ونقدر كل من يقرب بين الشعبين".
وحول تعويض الشركات المصرية عن خسائرها، قال الوزير الجزائرى: "إن هذه القضايا يتم بحثها عبر مستويات أخرى، وهناك شركات لها تأمين، ويمكن معالجة ذلك عبر التأمين، وفى إطار القانون المعمول به فى مصر والجزائر فى هذا الشأن".
على الصعيد نفسه، أعلنت وزارة الطاقة الجزائرية، أمس، أن المشاريع الاستثمارية فى مجال الطاقة بين الشركة الجزائرية للمحروقات "سونطراك" والشركات المصرية فى الجزائر "لا تزال قائمة، دون أن تتأثر بالأزمة الرياضية بين البلدين".
وقال شكيب خليل، وزير الطاقة الجزائرى، إنه "سيتم إجراء اتصالات مع مسؤولى تلك الشركات لإلزامها باحترام تنفيذ مشاريع الطاقة التى تقوم بإنجازها فى الجزائر".

مصر تدين والجزائر تنفي
"إن الشركات المصرية ملتزمة بتنفيذ المشاريع التى حازت على صفقاتها فى الجزائر، كما سيتم إجراء اتصالات مع مسؤولى تلك الشركات لإلزامها باحترام تنفيذ مشاريع الطاقة التى تقوم بإنجازها فى الجزائر" ، هذا ما وقاله وزير الطاقة الجزائرى شكيب خليل، فى تصريح للتليفزيون الجزائرى.
بجانب تأكيد وزارة الطاقة الجزائرية، أمس، أن المشاريع الاستثمارية فى مجال الطاقة بين الشركة الجزائرية للمحروقات (سوناطراك) والشركات المصرية العاملة فى الجزائر "لا تزال قائمة دون تأثر بالأزمة الرياضية بين البلدين".
وأكد أنه "سيتم إجراء محادثات مع مسؤولى فروع الشركات المصرية التى تربطها مشاريع استثمارية فى إطار الشراكة مع (سوناطراك) للبحث عن أفضل السبل لاستدراك التأخر الذى خلفته مغادرة عدد من العمال المصريين الجزائر".
يذكر أن عدداً من العمال المصريين العاملين فى شركات "أوراسكوم" و"السويدى" للكابلات و"المقاولون العرب"غادروا الجزائر تخوفا من تعرضهم لاعتداءات على خلفية تداعيات مباراة تصفيات كأس العالم ٢٠١٠ بين منتخبى البلدين فى الخرطوم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه مسؤول بارز أن وزير البترول المهندس سامح فهمى سيبحث مع نظيره الجزائرى الجمعة المقبل مستقبل الاستثمارات المشتركة، على هامش مؤتمر منظمة الدول العربية المصدرة للبترول "أوابك"، المقرر عقده يوم السبت المقبل بالقاهرة.
وتعد شركة بتروجيت من أبرز شركات البترول العاملة فى الجزائر حيث وقعت منذ شهرين مع نظيرتها الإيطالية "سايبم" التابعة لمجموعة "إينى" اتفاقات تبلغ قيمتها نحو ١.٤ مليار دولار لبناء خط أنابيب للغاز فى الجزائر لصالح شركة "سوناطراك".
من جانبها قررت شعبة البلاستيك باتحاد الصناعات إلغاء الدورة الثانية لمعرض صناعات البلاستيك المصرية فى الجزائر والتى كان مقررا لها يناير المقبل احتجاجا على سلوك الجمهور الجزائرى تجاه المصريين وممتلكاتهم،
وقال متحدث باسم الغرفة حامد موسى، أن رئيس الشعبة، كان قد ذهب إلى الخرطوم لمشاهدة مباراة مصر والجزائر وعاين بنفسه العنف الذى مارسه مشجعون جزائريون ضد المصريين.

محاميوا مصر :كرامة مصر ستبقى
وعلى الصعيد المجتمعي أعربت النقابة العامة للمحامين عن استيائها إزاء ما وصفته بـ" الافتراءات الكاذبة"، لتشويه صورتها فى الإعلام الجزائرى، من نقابة المحامين الجزائرية، استناداً إلى قيام بعض المحامين بحرق العلم الجزائرى احتجاجا على الاعتداءات التى تعرض لها الجمهور المصرى فى الخرطوم.
وحين نفت النقابة ( فى بيان أصدرته أمس الثلاثاء ) قيامها بحرق العلم الجزائرى، مؤكدة أنها لا تقوم بحرق أعلام الدول العربية.
ونبه البيان ( الذى جاء على لسان حمدى خليفة، نقيب المحامين رئيس اتحاد المحامين العرب )إلى أن هناك "صيحات" موجهة استغل أصحابها وقفة احتجاجية لعدد قليل من المحامين أمام النقابة، وانضمام بعض المواطنين لها، قائلا: "لا نرد الإساءة بالإساءة فضلا عن أن النقيب وبعض أعضاء مجلس النقابة كانوا بمحافظة أسيوط لافتتاح نادى المحامين".
ومن المقرر أن تقدم النقابة المصرية ملفاً بتجاوزات نقابة الجزائر بحقها ومساعيها لـ"تشويه صورتها ومحاولاتها إشعال نار الفتنة" أمام اتحاد المحامين العرب، لمناقشة الموقف واتخاذ الإجراءات المناسبة. ووجهت النقابة رسالة للنقابة الجزئراية، قائلة: "تناولتم مغالطات تاريخية ولجأتم إلى محاولات لطمس حقائق الأحداث الأخيرة بالسودان، وكان يجب عليكم مراجعتها قبل توجيه رسالتكم، حرصا على القومية العربية التى نعتز بها".
وقال البيان: "يبدو أن أحداث المغرب - التى تتعلق بانتخابات اتحاد المحامين العرب - لم تنته بعد، وأن محاولات العبث بالاتحاد سوف تستمر باستغلال الأحداث أو بدونها وأن اليد الخفية التى تشعل نار الفتنة لن تهدأ". وندد البيان بـ"من يحاول إشعال النيران على نقابة المحامين، معتصماً بأحداث واهية لا صلة لها بالنقابة، خاصة أنها تدافع عن مصر والأمة العربية بأسلوب حضارى متميز يشهد به الجميع".
وأشار إلى أن المؤامرات التى تصدى لها المحامون فى المغرب لن تفلح هذه المرة، مؤكدا أن المحامين العرب يعلمون علم اليقين أن مواجهة التصرف وتقويمه خير للأمة العربية من السكوت عليه وتكراره.

صوت واحد يجمع مصر والجزائر
وعند الإنتقال للطرف الأخر من المجتمع؛ استنكر بيان لعدد من المفكرين والصحفيين والمثقفين العرب فى باريس ما سماه "الأحداث المؤسفة"، التى سبقت وتلت مباراة مصر والجزائر قبل أيام فى السودان، مؤكداً رفض الموقعين كل ما من شأنه أن يفرق أو يمزق السلام بين الشعوب العربية.
تسلم البيان السفير ناصف حيتى، مندوب الجامعة العربية فى فرنسا، والذى أرسله إلى الجامعة فى القاهرة، فيما أرسل نسختين منه إلى مسؤولى سفارتى مصر والجزائر، وجاء فيه "نحن مجموعة مثقفين ومفكرين وإعلاميين عرب فى باريس الموقعين على هذا البيان نرفض كل ما يفرق الشعوب العربية أو يدفع إلى إحداث كراهية أو ضغائن بينها".
وتضمن البيان أيضاً : "هذان الشعبان العربيان يدركان تماماً التحديات الحقيقية التى تواجههما، ويؤكدان اليوم أن ما طرأ من أحداث مؤسفة توحى بالخلاف أو سوء التفاهم، كلها إلى زوال واندثار وما هى إلا ظروف مؤقتة تمر بمثلها كل شعوب الأرض ويظل البقاء دائماً للحقائق الكبرى والتضامن والتماسك".
من بين الموقعين على البيان النائبة الاشتراكية جزائرية الأصل باريزة خيارى والسيناريست الجزائرى سعدالله خيارى والدكتور محمود العزب، المفكر المصرى، والمفكر التونسى يوسف صديق، والصحفى اللبنانى ميشيل بونجم، والمحامية الجزائرية رتيبة بوكورت، والمفكر السورى بدرالدين عرودكى، وأمين عام نادى الصحافة العربية فى فرنسا، بسام الطيارة، والإعلامى الفلسطينى سفيان رمحى، ومختار العشرى، رئيس النادى المصرى فى باريس، وفتحى عبدالفتاح، رئيس جمعية الصداقة المصرية الفرنسية.

 


 

مواضيع ذات صلة :