اقتصاد يمني نُشر

تجتمع الأسبوع القادم مع كبار الدائنين .. البنك الدولي يقول أن ديون دبي قابلة للاحتواء

قال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي يوم السبت انه يتوقع احتواء أزمة ديون دبي.   وأوضح للصحفيين: "أنه وبسبب حالة القلق في الأسواق المالية ؛ فق دفعت أحداث دبي كل شخص لإعادة النظر مرة ثانية وثالثة في أوجه الضعف.. معتقداً أن مشاكل دبي المالية سوف يجري احتواؤها وأنها قابلة للإدارة."
وتعقد دبي العالمية المملوكة لحكومة دبي اجتماعا مع كبار الدائنين الأسبوع القادم لمناقشة طلب تأجيل دفع ديون بقيمة 26 مليار دولار والذي أحدث صدمة في الأسواق العالمية وهز الثقة في الإمارة التي تعد المركز التجاري للخليج.
إلا أن مراقبون يتوقعون أن يقتصر تأثير الأزمة بشكل كبير على الإمارة وحفنة من كبار الدائنين مع تداعيات محدودة على أسواق السندات خارج منطقة الخليج.

موطنون منزعجون وآخرون سعداء
رغم إن مواطني دبي منزعجون بشأن آثار طلب الإمارة تجميد سداد الديون إلا أن كثيرا منهم يأملون أن توقف هذه الأزمة السيل المتدفق من الأجانب على مدينتهم العربية الخليجية المحافظة التي تبلغ نسبة الأجانب إلى مواطنيها عشرة إلى واحد.
وأثارت دبي التي تباطأت في أعمال البناء قلق الأسواق العالمية الأسبوع الماضي حينما أعلنت أن إحدى شركاتها الكبرى تطلب تجميد مدفوعات ديونها لمدة ستة أشهر.
وقلصت الأزمة المالية العالمية على مدى العام الماضي نموذج دبي للنمو وأفقدته بريقه ..ذلك النموذج المتحرر من القيود المستلهم من شرق آسيا الذي يدار من أعلى سلطة في الإمارة من حاكمها الشيخ محمد بن راشد.
تقدر وكالة موديز للتصنيف الائتماني ديون دبي المتراكمة بحوالي 100 مليار دولار.
ويقول غالبية الإماراتيين أنهم فخورون باسم دولة الإمارات على الساحة الدولية والذي اكتسبته من خلال مشروعات دبي المبهرة مثل جزر صناعية على شكل سعف النخيل وتحف معمارية مثل فندق برج العرب.
لكن مع تدفق الأجانب تقلص عدد الإماراتيين إلى عشرة في المئة من سكان دبي الذين يقدر عددهم بنحو 1.7 مليون نسمة ولا تختلف هذه النسبة كثيرا قياسا إلى إجمالي سكان دولة الإمارات البالغ عددهم 4.2 مليون نسمة.
ونقلت وكالة " رويترز " عن ابتسام الكتبي أستاذة العلوم السياسية بجامعة الإمارات في العين قولها : "ليس لدي ما أخسره في هذه الأزمة المالية... كناشطة وأكاديمية أعتبرها ميزة لنا نحن الإماراتيين."
وواصلت : "كان الاستثمار العقاري هو الصوت الوحيد المسموع هنا وإذا انتقدت أي شيء فإنهم يقولون لك انك ضد التنمية" مضيفة أن العائلات التجارية الكبيرة لديها مصالح تجارية خاصة فيما أصبح يعرف باسم "نموذج دبي".
وقال المدون الإماراتي أحمد منصور "الإماراتيون مرتاحون بعض الشيء في ضوء الأزمة المالية العالمية لكن البلاد ليست قريبة بأي حال من المسار الذي يرغب الناس في رؤيته..."أعتقد أن الإمارات وصلت إلى نقطة اللا عودة في مسألة الاختلال السكاني."

واتسمت احتفالات العيد الوطني هذا الأسبوع بروح التحدي وسارت مواكب في الشوارع تحمل نماذج لمباني دبي وكتاب "رؤيتي" للشيخ محمد بن راشد.
وأظهر الحضور في برنامج تليفزيوني تحية خاصة حينما ذكر اسم راعي "معجزة" دبي.

سماح للأجانب بامتلاك أرض الأحلام
وكانت دبي صاحبة الريادة في الإمارات ومنطقة الخليج في السماح للأجانب بامتلاك عقارات في مناطق محددة وتشجيع الأثرياء من العرب والآسيويين والغربيين على الشراء في أرض الأحلام.
والحكام وبعض العائلات التجارية هم أكبر المستفيدين من الرخاء. ويعمل غالبية الإماراتيين في القطاع الحكومي ويعيش بعضهم حياة متوسطة الحال.
وبينما يتركز الأجانب في المدن والأبراج السكنية الفاخرة يميل الإماراتيون إلى العيش وفقا لتقاليدهم الخاصة في مساكن منفصلة.
سوء فهم عالمي
وقال حاكم دبي -وهو أيضا نائب رئيس الإمارات- يوم الثلاثاء إن رد الفعل العالمي لازمة ديون دبي أظهر "سوء فهم".
والمعارضة مكبوتة في مجتمع تسيطر عليه وسائل الإعلام الرسمية التي تؤيد سياسات الحكام.
ويوجد في الإمارات مجلس استشاري اتحادي لكن أقل من واحد في المئة من الإماراتيين هم الذين يتمتعون بحق الانتخاب.
وتواجه الأنشطة الإعلامية التي تنتقد الحكام أو تضر الاقتصاد غرامات ضخمة في مسودة قانون ينتظر الموافقة.

تهدئة مشاعر القلق
وقال عالم السياسة الإماراتي عبد الخالق عبد الله الذي وقع على التماس نادر هذا العام يعارض فيه مشروع القانون إن السلطات تسعى الآن لتهدئة مشاعر القلق المحلية.
وأضاف قائلا "على المستوى الأساسي هناك إدراك بأن هذه الدولة تمكنت من تلبية احتياجات الأجانب إلى حد بعيد ولم تمنح الاحتياجات المحلية مثل هذا الاهتمام.. تحت ذريعة "إنهم لا يريدون إغضاب المواطنين."

إلى ذلك قال المؤرخ البريطاني كريستوفر ديفيدسون "الأمر يكون أكثر أمانا عندما يكون لديك 90 في المئة من السكان من الأجانب مادام المواطنون يمكنهم الحصول على وضع متميز" مضيفا إن دبي تكتفي فقط بالكلمات فيما يتعلق بالسيطرة على تدفق الأجانب.


 

مواضيع ذات صلة :