رمضانيات نُشر

كيف نتجنب الإسراف في شهر رمضان المبارك..؟

تتردد عبارة "رمضان كريم" على كل لسان في الشهر الفضيل، وقد يعتبر البعض أن هذا الأخير لا يعدو يقتصر على اعداد وتناول الطعام بلا حدود، وبالطبع هذا اعتقاد خاطئ اذ أن كرم هذا الشهر لا يعني الإسراف بل يقصد به كرم الله في إثابة الصائم.

أستاذة علم الاجتماع الدكتورة مها يوسف توضح سيئات الاسراف في خلال هذا الشهر.

الإسراف ظاهرة يمتاز بها العرب دون باقي الأمم، اذ تشير الإحصائيات أنّ نسبة رمي الطعام في القمامة في بعض الدول العربية الإسلامية أثناء رمضان يبلغ 45 بالمائة من إجمالي المأكولات التي يتم إعدادها أي أنّ ما لا يؤكل خلال هذا الشهر يمكن أن يكون كافياً لإشباع دولة فقيرة! وتتنافى هذه الحقيقة مع مبادئ وقيم هذا الشهر الفضيل.

وثمة عوامل عدّة تجعل هذه الظاهرة في تزايد مستمر، أبرزها: تطوّر أساليب الدعاية التي تغري بشراء المنتج والإلحاح في تكرارها خصوصاً مع بداية شهر رمضان، فضلاً عن عروض الحسومات التي تقدّمها المحال التجارية ومراكز التسوّق لجذب المستهلكين، فيندفع بعض الأسر الى شراء سلع قد يكون في غنى عنها.

ولا يقتصر الاسراف على المرأة، بل أن بعض الأزواج يساهم بدوره في الإسراف عندما يبالغ فى طلب صنوف وأشكال من الأطعمة، فتقوم الزوجة بإعدادها بشكل إضافي لإرضائه، علماً أنه أثناء رمضان تكون نسبة استهلاك الطعام لدى الصائم أقل من الأحوال العادية، وبالتالي فإنّ جزءاً كبيراً من هذه الأطباق لا تؤكل.

الكرم ليس بذخاً

ويعتبر إعداد الولائم الباذخة من العادات والتقاليد الراسخة فى مجتمعاتنا، ويتسابق عليها البعض مع بداية شهر رمضان، معتقدين أنّ الإسراف في إعداد كميات هائلة من كل ما لذ وطاب حتى وإن كان مصيره الرمي هو دليل على الكرم والجود وحسن استقبال الضيوف.والحقيقة أنّ هذه السلوكيات مبنية على مفاهيم خاطئة!

وفي الآونة الأخيرة، تجاوزت موائد الإفطار الرمضانية حدود الكرم وأصبحت من المظاهر الاجتماعية التي يحسب لها ألف حساب، فأنتجت نوعاً من التفاخر والمباهاة.

ولعل ما يثير الدهشة هو عدم اقتصار ظاهرة الإسراف على الطبقات الميسورة في المجتمع حصراً بل تمتدّ لتشمل الطبقات الأدنى منها، حيث تشعر ربة المنزل بالحرج إن لم تكتظ المائدة التي تدعو اليها في رمضان بأشهى المأكولات حتى وإن كانت إمكانياتها لا تسمح بذلك!وقد يضطر البعض الى الاستدانة لكي يظهر في أحسن صورة.

لذا، ننبه على أنّ الإسراف عادة يرفضها المجتمع والشرع في الأحوال العادية، فما بالنا في الشهر الذي نتقرب فيه إلى الله بالطاعات والعبادات لنيل رضاه؟ وينبغي أن يعلم من يملئون موائدهم أنّ الكرم الذي يحثّ عليه الشهر الكريم هو كرم الأخلاق في المعاملة وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، وأنّ التحلي بصفة الكرم يتجلّى في التصدّق على الفقراء.

خطوات مفيدة لتجنب الإسراف

تفيد هذه الخطوات في الحد من الإنفاق في رمضان:

- لا تنساقي خلف الإغراءات الدعائية وابتعدي عن شراء ما لا تحتاجين إليه.

- إن كانت ميزانيتك محدودة، اقتصدي في مصروفاتك واكتفي بشراء احتياجاتك الضرورية فقط.

- اعلمي أنّ الصائم يتناول كميات أقل من الطعام مقارنة مع الأيام العادية، فلا تكثري من صنوف الطعام في وجبة الإفطار.

- من الحكمة شراء ما يلزم للولائم الرمضانية بعد تقديم الدعوة للأفراد المعنين بها، وذلك لتحديد المشتريات بما يتناسب وعدد الأفراد الذين قبلوا الدعوة بالفعل.

- اعلمي أنّ أفراد أسرتك وضيوفك لن يأكلوا أكثر من ملء معدتهم، فاحسبي هذه الكمية بشكل تقريبي وزيدي كميات قليلة إضافية.

- يمكنك أن تشعري ضيوفك بكرم ضيافتك لهم بطرق أخرى بعيداً عن التبذير والإسراف، وذلك عن طريق تقديم الطعام بطريقة مبتكرة أو تخصيص مكان لتسلية الأطفال حتى يتسنى للكبار الاستمتاع بفطور هنيء.

- وازني بين عدد أفراد أسرتك وكمية الأطعمة التي تحضرينها، فلا يصح أن يكون عدد الأفراد خمسة مثلاً وما يتم إعداده يكفي لعشرين فرداً!

- اعلمي أنّ الزيادة المبالغ فيها في الكميّات والصنوف تعتبر إسرافاً، وهو محّرم ويشغلك عن الاستفادة من نهار رمضان في قراءة القرآن والعبادات.

- اعلمي أنّ المسرفين لا يحترمون فضل الله عليهم، وأنّ الإسراف يؤدي إلى زوال النعمة.


 

مواضيع ذات صلة :