حوارات نُشر

رئيس جامعة الأندلس: على الحكومة أن تشجع التعليم الأهلي لا أن تكون عقبة أمامه

أوضح الدكتور احمد محمد برقعان – رئيس جامعة الأندلس – أن الاستثمار في مجال التعليم جيد ولكن يجب أن يكون الهدف من الاستثمار في التعليم الجامعي الأهلي الاهتمام بالاستثمار في الكادر البشري بمعنى أن تقدم خدمة تنموية للبلد أكثر من اهتمامها بالجانب المادي فقط وإغفال الاهتمام بجودة التعليم .
وقال برقعان إن الحكومة تحسب على الجامعات كل خدمة تقدمها لها بمفهوم تجاري ، كما أنها لا تقدم تسهيلات كما تقدمها بعض الدول ، مضيفا بقوله: لا نريد من الدولة أموالا ولكن نريد منها تسهيلات ومميزات تساعد الجامعات على الديمومة والاستمرارية ، فهناك الكثير من الجامعات اشترت أراضي لبناء مقرات لها بمواصفات عالمية ، ولكنها دخلت في مشاكل بعد الشراء مباشرة.
 مطالبا الحكومة أن تشجع التعليم الأهلي لا أن تكون عقبة أمامه فالجامعات الحكومية لن تقدر أن تستوعب آلاف الخريجين من المدارس الحكومية والأهلية ، وهؤلاء إن لم يقدروا على الالتحاق بالجامعات يمكن أن ينحرفوا، فعلى الحكومة أن تضع معايير وشروطا لإنشاء الجامعات وتلزم الجميع باحترامها .

نود أن تعطينا نبذة عن الجامعة؟

جامعة الأندلس تأسست في العام 2003م في هذا المبنى وهو ملك للجامعة وليس مستأجرا وتتوفر فيه الكثير من المواصفات التي تشترطها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وليس مجرد عمارة فيها عدد من الشقق, وهي جامعة غير ربحية.

ماذا تعني بكلامك غير ربحية ؟ هل نفهم من هذا أنها خيرية ؟

جامعة غير ربحية ذلك لا يعني أنها جامعة خيرية وإنما الغرض من تأسيس الجامعة تقديم خدمة تنموية للمجتمع اليمني عبر تخصيص كثير من المقاعد المجانية لكن فيها نسبة برسوم رمزية وإذا حققت الجامعة أرباحا في عام من الأعوام فان هذه الأرباح تعود لتحديث الجامعة يعني لشراء معامل جديدة وأثاث وغيرها وليست إلى جيوب الملاك ، ولكن ملاكها وعلى رأسهم الدكتور عبد الرحمن بن محمد السري وهو يمني لا يهدفون للربح ولكن تجدهم يساهمون دوما في البناء باستمرار وتحديث أجهزة ومعدات الجامعة .

-    ماذا عن الكادر في الجامعة من حيث اليمننة ؟
الكادر العامل في الجامعة معظمهم يمنيون ، الثابتون والمتعاقدون ، ولدينا بعض الجنسيات الأخرى مثل العراقيين والفلسطينيين ، ومنهم المتعاقدون ومنهم المثبتون ، ولكن اليمنيين نثبتهم ما لم يكونوا يعملون في الجامعات الحكومية فنتعاقد معهم بالساعات أو بالأيام .
وتتميز الجامعة بأنها تختار الأوائل وتجعلهم معيدين وتقوم الجامعة بتأهيلهم للماجستير والدكتوراه ، وقد أهلت الجامعة حتى اليوم عشرة مابين ماجستير ودكتوراه ، وهم من خريجي الجامعة أو من خريجي جامعات أخرى منهم من درس في اليمن ومنهم من درس في الهند وفي السودان في السودان وهكذا ، وهذه ميزة تنفرد بها جامعة الأندلس وجامعة الأحقاف, حسب علمي .

-    كيف ترون الاستثمار في التعليم الجامعي الأهلي ؟
 الاستثمار في هذا المجال جيد ولكن يجب أن يكون الهدف من الاستثمار في التعليم الجامعي الأهلي الاهتمام بالاستثمار في الكادر البشري بمعنى أن تقدم خدمة تنموية للبلد أكثر من اهتمامها بالجانب المادي فقط وإغفال الاهتمام بجودة التعليم .

-    كثير من الجامعات الأهلية تشتكي من عدم تقديم تسهيلات للمستثمرين في هذا المجال ؟
هذا صحيح .. فالحكومة تحسب علينا كل خدمة تقدمها لنا بمفهوم تجاري ، بمعنى الكهرباء والمياه وغيرها تحسب على الجامعات تجاريا ، وهكذا ، فلا تقدم تسهيلات كما تقدمها بعض الدول ، فسلطنة عمان مثلا عندما يتقدم مستثمر لبناء جامعة أهلية فالحكومة تعطيه الأرض مجانا لبناء هذه الجامعة ، وعند مزاولة عملها تبعث الدولة طلابا للدراسة في هذه الجامعة ، كما أنها تعفي الجامعات من كل الرسوم مثل الرسوم على اللوحات الإعلانية وعلى مستورداتها من الأثاث والمعدات وغيرها ،  ونحن لا نريد من الدولة أموالا ولكن نريد منها تسهيلات ومميزات تساعد الجامعات على الديمومة والاستمرارية ، هناك الكثير من الجامعات اشترت أراضي لبناء مقرات لها بمواصفات عالمية ، ولكنها دخلت في مشاكل بعد الشراء مباشرة ، كل واحد يأتي ويقول هذه الأرض ملكي ، فإذا أرادت الحكومة نهضة علمية وتنموية عليها أن تشجع التعليم الأهلي لا أن تكون عقبة أمامه فالجامعات الحكومية لن تقدر تستوعب ألاف الخريجين من المدارس الحكومية والأهلية ، وهؤلاء إن لم يقدروا على الالتحاق بالجامعات يمكن أن ينحرفوا وبالتالي يعني عصابات وجرائم وغيرها ، ولكن على الحكومة أن تضع معايير وشروطا لإنشاء الجامعات وتلزم الجميع باحترامها .

-    هل وجدتم معوقات في إنشاء الجامعة ؟
كثيرة جدا .. فالجامعة حصلت على الترخيص منذ العام 1994م بواسطة الأستاذ الدكتور علي هود با عباد ، رحمه الله, ولكن المشاكل التي واجهتنا كانت في الشكل القانوني ، يعني أن قرار إنشاء الجامعة كان منذ العام 1994م والافتتاح في 2003م ، هذا إضافة إلى مشاكل التراخيص الأخرى التي لا داعي لها ، مثل ترخيص وزارة ألصناعه والتجارة وترخيص وزارة الأشغال العامة والطرق ومن الهيئة العامة للاستثمار وغيرها .

-    كلمة أخيرة تودون قولها ؟
نتمنى تحقيق الأمن والاستقرار؛ فهما عمودا التنمية ، فلا يمكن أن نجذب أو تكون اليمن منطقة جاذبة للاستثمار ما لم يكن هناك امن واستقرار ، ونأمل من الحكومة القادمة أن تهتم بالتعليم فكل تنمية مرتبطة بالتعليم النوعي الذي سينقل البلد إلى مصاف الدول المتقدمة ، أما التعليم الكمي فهو لا يضيف شيئا إلى البلد .

 


 

مواضيع ذات صلة :