جدل وتحقيقات نُشر

مصر : إرتفاع الأسعار لا تعيق الإحتفال بالمولد النبوي .. لكنها تكشف تميز الطبقات

مع إقتراب المولد النبوي الشريف ، لكل مجتمع عادته الخاصة لإحياء هذا اليوم المجيد .. فبالإضافة إلى إحياء الليالي بالعبادة والطاعة ،فإن المجتمع المصري يتخذ هذه فرصة له لإسعاد أهله وذويه ، وأصحابه وأقربائه ، وأحبابه ، كل بطريقته .. وبحسب مستواه الاجتماعي ..محلات خاصة لمثل هذه المناسبات يتزايد عليها الإقبال من كافة أطياف المجتمع " شباب .. شابات .. رجال .. ونساء " .

حصان وعروسة حلاوة وخيال.. سبقوا لسوق حلوى المولد النبوي الشريف ليضيفوا لهذة المناسبة
إختلاف بذهن المواطن عن أي إحتفالات أخرى.
حلوي المولد لن تختلف عن كل عام ؛ لكن ما أختلف هي الأجواء والظروف المادية والمعيشية التي يعيشها المواطن المصري في ظل غلاء الأسعار .. وكل شىء من حوله ، فلجأت الأسر المصرية لشراء الضروريات من الحلوى أو ما يوفي بالغرض ويسعد أبناؤهم ، بالإضافة لشراء حلوى لأقاربهم كهدايا لاستمرار وتجديد صلة الأرحام .
وعند مرورك على حلوى المولد في ظل الأجواء الحالية تجد أنها تنقسم إلى قسمين ومن الممكن أن تصل لثلاث أقسام ، وبذلك يستطيع للزائر أن يتعرف على كل طبقات المجتمع الواقفة أمام كل محل من تلك المحلات ..
تقترب من وسط البلد عند محلات الحلوى .. كل ما تراه هو أناسا بالداخل يشترون ، وآخرون بالخارج ينظرون للأسعار بفاترينة المحل، ولم يقف ويده فارغه بل معه قائمة الأسعار وقلم كي يحسب كل قرش ، أما عرائس المولد كانت للمشاهدة فقط ، وأقتصر شرائها على الأسر الذين عندهم "عروسة أو عريس "يهدونها لهم مع علبة حلوى المولد ، أو الخطيب يهدي عروسة لخطيبتة .
الزحمة تكاد أن تكون معدومة .. فالإقبال ضعيف جداً مقارنتاً بالأعوام الماضية ، ويعلل البعض أن ذلك نتيجة لارتفاع الأسعار هذا العالم " كلما ارتفعت الأسعار كلما قل الإقبال على الشراء ..هذة مقدمة مختصرة لتقريرنا المفصل عن أسعار الحلوى ..

مستويات إجتماعية
الشىء الملاحظ هذا العام " ليس بالجديد " هناك فرقا في الأسعار بين محلات ومناطق بيع الحلوى ..فعلى سبيل المثال : محلات الحلوى المشهورة بمصر أعلى أسعار ويشتري منها أعلى المستويات
فسعرعلبة حلوى متوسطة بأحد هذة المحلات بلغت الــ350 جنية والأقل منها بــ300 جنية ، ويوجد بمحلات أخرى
أسعار أغلى تخطت الــ500 جنية.
فقال أحد زبائن هذة المحلات صاحب شركة : أنا أشتري كل عام من هنا رغم الغلو ، لثقتي بالمنتجات التي أصبحت عندي مألوفة ومجربة .. ، كما إني أهدي بعض الأصدقاء والأقارب حلوى فلابد أن تكون من محلات معروفة ولها قيمة .
وعند سؤال أحد العاملين بتلك المحلات بـ"عن نوعية الزبائن التي تشتري منهم ..؟ يرد العامل بالقول : نحن زبائننا تقتصر على رجال الأعمال وأصحاب الشركات والمستوايات المرفه بجانب العرب الموجودين بمصر في هذا التوقيت يقومون بشراء هدايا وحلوى للسفر بها لبلادهم .
أما الطبقة الثانية هي المحلات التي تلي المشهورة فمعظمها بوسط القاهرة ، وأسعارها أقل من الأولي ويشتري منها طبقات المجتمع المتوسطة فتصل العلبة إلي 50 جنيهاً ويوجد أقل وأعلى حسب طلبات الزبائن ، كما يوجد إقبال على علب الحلوى الجاهزة لأن سعرها مناسب وتحتوى ععلى قطعة او أثنين من كل نوع بإستبعاد الأنواع
الغالية .


فالمستوى الثالث وهو من يقبلون على شراء الحلوى من محلات الحلوى التي تنصب شوادر لها كل عام
فأسعارها تكون بمتناولهم ، كمان أنهم يتشرون كميات قليلة ، فالكليلو يبدأ من 10 جنيهات والأسعار مقارنتاً
بما ذكرنا أعلى تكون أقل .
في ذات الصدد قالت ( هبة ) ربة منزل : إن الأسعار مرتفعة ولذلك فلن أشتري إلا القليل فقط للأولاد.

غلو الأسعار لم يحد من الشراء
بالرغم من غلو المعيشة وارتفاع أسعار السكر والمكسرات ( البندق ، الفستدق، اللوز ) ووصول سعر الفستدق إلى 40 جنيهاً و سعر البندق 69 جنيهاً بدلاً من 61 جنية ؛ إلا إنه يوجد إقبال على شراء الحلوى ، لكن كل بما يتناسب مع مستواه المعيشي .. كما ذكرنا كما أن الجمهور هذا العام أكتفي بشراء كميات صغيرة نتيجة لإرتفاع الأسعار .
ويتحدث الحاج ( محمد ) مدير متجر شهير للحلويات بقوله : "إن حلوى المولد تلقى إقبالاً من المشترين كل عام لإرتباط المصريين بها وحبهم لها كبارا وصغاراً.
ويضيف: أن الإقبال مرتفع على شراء "عروسة المولد " التي اعتاد الخاطبون والأزواج إهداءها لخطيباتهم أو زوجاتهم وبناتهم، وكذلك شراء الحصان لأبنائهم، إلا أن بعض المشترين عندما لا يجدون العروسة لا يقومون بشراء الحلوى.
ويرى أصحاب متاجر الحلوى أن إرتفاع الأسعار هذا العام 2010 م عن العام الماضي 2009 م ، أمر طبيعي
لإرتفاع أسعار السكر والمكسرات عالمياً وليس محلياً فقط .
كمال محمد مدير متجر شهير أيضا يرى أنه من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في 2010 بسبب إرتفاع سعر السكر الذي رفع أسعار الحلوى بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 35%، فعلى سبيل المثال : الكيلو المشكل يباع بـ19.50 جنيه في 2010 وكان بـ12 جنيه فقط في 2009، والعلبة (2 كيلو) تباع بـ40 جنيها والعلبة (3 كيلو) تباع بـ58 جنيها والعلبة الفاخرة (VIP) بـ80 جنيها).
وتوجهنا بسؤاله عن بيع عروسة المولد والإقبال عليها فقال : توقفنا عن إنتاج عروسة المولد والحصان منذ مدة طويلة لعدم وجود طلب عليها.

"حلوى المولد "..وصدى الشارع المصري
مع جولتنا بين أسواق الحلوى كانت فرصة لنا بأن نستطلع أراء الشارع المصري " غالبية المواطنين البسطاء"
حول اقتناء "حلوى المولد والعروسة " بالرغم من ارتفاع الأسعار .. وما الأسباب من وجهة نظرهم ..؟
حيث يجيب محمد أحمد ( محاسب بشركة) قائلا : " أنا لا أقبل على شراء الحلوى بإنتظام كل عام ، لكن أشترى عروسة لزوجتي فهذا يدخل البهجة والسرور عليها كما إنها عاده تعودت عليها ".
أما محسن أحمد ( عامل بسيط ) يقول : " تعودت شراء الحلوى كل عام ، فنظراً لغلو الأسعار سأقوم بشراء كيلو واحد فقط لإسعاد أولادي ومرضاتهم ".
وتقول عزة محمد ( ربة منزل ) : الأسعار مرتفعة ولذلك فلن أشتري إلا القليل فقط للأولاد ؛ و أنها تحب العروسة كثيرا ولها العديد من الذكريات معها أثناء مرحلة الطفولة، عندما كانت تعدها والدتها بالمنزل وبعد أن تلعب بها تأكلها، ولكنها لا تقبل على شرائها في الوقت الحالي.
أختتمت جولتنا مع هبه على ( موظفة ) والتي تؤكد ما تناقله السابقون : عندما ترتفع الأسعار أقلل الكمية التي أشتريها فقط ولا أمنع نفسي من حلوى المولد.

المواطن المصري رغم ارتفاع الأسعار يشتري كل موسم حلوى ولحوم وأسماك ..إلخ ، فالدافع الرئيسي من ما يقوم باقتنائه هو إدخال البهجة والسرور على أسرته ولو بشراء القليل ، بالإضافة لإحياء التجمع الأسري وصلة الأرحام في المواسم والاحتفالات المختلفة ، فالأسعار ترتفع وتنخفض ويظل المواطن المصري بنفس العادات والتقاليد والقيم التي نشأ عليها من قديم الزمان ولم يمنعه عنها أي شيء حتى لو غلو الأسعار ..

فهرس المقال


 

مواضيع ذات صلة :